و أمّا عن سائر الاحتمالات الباقية فقد مرّ الجواب عن كلّ واحد منها تفصيلا في آية النبأ [1]، فلا نطيل بإعادتها، كما لا نطيل أيضا بإعادة ما أجبنا به عمّا أورد هنا في ما سيأتي من الإيراد به على آية السؤال [2]، بل نحوّل الجواب عما سيأتي من الإيراد على آية السؤل على ما أجبنا به تفصيلا في آية الإنذار [3]، كما حوّلنا الجواب عن بعض ما اورد على آية الإنذار على ما أجبنا به تفصيلا في آية النبأ [4]، فلا يفوتنك المراجعة إن فاتتك الإعادة.
قال الماتن (قدّس سرّه): «و يرد عليه أولا: أنّ المراد من الاذن: سريع ... إلخ».
[الاستدلال بآية الاذن على حجّية خبر الواحد]
أقول: مقتضى الإيراد الأول هو حمل الاذن على سرعة التصديق و الاعتقاد بكلّ ما يسمع، الراجع إلى حسن الظنّ، و البناء على أصالة الصحّة في أفعال المسلمين، دون العمل تعبّدا بما يسمع الراجع إلى حجّية المسموع من أخبار الآحاد.
و مقتضى الإيراد الثاني هو تخريج الإيمان للمؤمنين عن التصديق الحقيقيّ لهم إلى التصديق الصوريّ، أعني التصديق المخبري لا الخبري، أعني عدم الردّ لا القبول، و مرجعه إلى حسن الأخذ بمجامع الاحتياط و التحذّر التامّ عن موارد الشبهة بالاستنباط.
[جواب عن ايراد الماتن على الاستدلال بآية الاذن]
هذا، و لكن يمكن الجواب عن الإيراد الأول:
أولا: بأنّ سرعة التصديق و حسن الظنّ بظاهره ينافي توصيف الأنبياء، سيما خاتم الأنبياء (صلى اللّه عليه و آله) بكونه عالما بالغيوب منزّها عن العيوب، إذ لا مدح في سرعة التصديق و الاعتقاد في العاقل، بل هو عين الذمّ الذي اتّهموا النبيّ (صلى اللّه عليه و آله) به