نام کتاب : التعليق والشرح المفيد للحلقة الأولى نویسنده : الحسيني، السيد محمد علي جلد : 1 صفحه : 301
و من تلك الأدلة آية النبأ، و هي قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ[1]، فإنّه يشتمل على جملة شرطية، و هي تدلّ منطوقا على إناطة وجوب التبيّن بمجيء الفاسق بالنبإ، و تدلّ مفهوما على نفي وجوب التبيّن في حالة مجيء النبأ من قبل غير الفاسق، و ليس ذلك إلّا لحجّيته [2] فيستفاد من الآية الكريمة حجّية خبر العادل الثقة.
و يدلّ على حجّية خبره أيضا أنّ سيرة المتشرعة و العقلاء عموما على الاتّكال عليه، و نستكشف من انعقاد سيرة المتشرّعة على ذلك و استقرار عمل أصحاب الأئمّة (عليهم السلام) و الرواة عليه أنّ حجّيته متلقّاة لهم من قبل الشارع وفقا لما تقدّم من حديث عن سيرة المتشرّعة، و كيفية الاستدلال بها.*
* بعد ما أعرض عن ذكر الدليل هنا و أخّره إلى الحلقة الآتية، فيستدرك بعد ما أبى الكرم الهاشمي إلّا أن يرشح منه أنّ هناك ثلاثة أدلة تدلّ على حجّية خبر الواحد، و هي آية النبأ و سيرة المتشرعة و سيرة العقلاء.
و لم يتعرّض بالتفصيل لكيفية الحجية سوى بآية النبأ، و نأتي نحن لنزيد عليكم من الكرم الهاشمي في المقام.