responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليق والشرح المفيد للحلقة الأولى نویسنده : الحسيني، السيد محمد علي    جلد : 1  صفحه : 162

و الحقيقة أنّ هذا الاتّجاه و إن كان على حقّ في إنكاره للدلالة الذاتية، و لكنّه لم يتقدم إلّا خطوة قصيرة في حلّ المشكلة الأساسية [1] الّتي لا تزال قائمة حتّى بعد الفرضية الّتي يفترضها أصحاب هذا الاتّجاه، فنحن إذ افترضنا معهم أنّ علاقة السببية نشأت نتيجة لعمل قام به مؤسّسو اللغة، إذ خصّصوا كلّ لفظ لمعنى خاصّ فلنا أن نتساءل: ما هو نوع هذا العمل‌ [2] الّذي قام به هؤلاء المؤسّسون؟

و سوف نجد أنّ المشكلة لا تزال قائمة؛ لأنّ اللفظ و المعنى ما دام لا يوجد بينهما علاقة ذاتية و لا أيّ ارتباط مسبق، فكيف استطاع مؤسّس اللغة أن يوجد علاقة السببية بين شيئين لا علاقة بينهما؟ [3] و هل يكفي مجرد تخصيص المؤسّس للفظ و تعيينه له سببا لتصوّر المعنى لكي يصبح سببا لتصوّر المعنى حقيقة؟ و كلّنا نعلم أنّ المؤسّس، و أيّ شخص آخر يعجز [4] أن يجعل من حمرة الحبر الّذي يكتب به سببا لحرارة الماء، و لو كرّر المحاولة مائة مرة قائلا: خصّصت حمرة الحبر الّذي أكتب به لكي‌


[1]. و هي معرفة سبب و مبرّر و منشأ علاقة السببية بين اللفظ و المعنى.

[2]. يتّضح أنّ التساؤل ليس عن أصل العمل، و هو الجعل و الوضع، بل في كيفيته و أسلوبه.

[3]. هو ليس بشي‌ء خارق أو خارج عن مقدور البشر، بل هو شي‌ء ممكن. فببركة الجعل و الاعتبار وضع لمعان خاصّة ألفاظ و مارسها الجاعلون و الواضعون فتكوّنت العلاقة ببركة جعلهم.

[4]. لما ذا العجز؟ إنّما الأمر سهل، فنحن عند ما نقول مؤسّس يعني شخص له قيمة علمية أو ما شابه، على سبيل المثال لو جاء بروفسور و قال هناك مرض في الطيور اسميه آنفلوانزا يقول هذا مرة واحدة فيتبعه الأطباء و من بعدهم الناس، و كذلك لو قال زعيم ما: جعلت لفظ شمطار لهذه القرية أو لهذه المدينة فتوجد العلاقة من دون حاجة لشي‌ء آخر.

نام کتاب : التعليق والشرح المفيد للحلقة الأولى نویسنده : الحسيني، السيد محمد علي    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست