بوقعة الجمل، و هي سنة ستّ و ثلاثين، فانتصر عليّ (عليه السلام) و أباد أصحاب عائشة و لم ينج منهم إلّا من هرب، و كان عدد قتلى أصحاب عليّ (عليه السلام) ألفا و سبعين، و قتلى أصحاب عائشة ستة عشر ألفا و تسعمائة [1] و تسعين [2]، و رجعت يائسة من إدراك ما طلبته، و أقام عليّ (عليه السلام) في الكوفة، و كانت هجرته من المدينة إلى الكوفة هي الهجرة الثانية.
و كان عثمان قد ولّى معاوية بن صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس ابن عبد مناف جدّ النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله)، و أمّه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد مناف على الشام في زمان حياته، فلمّا صار الأمر إلى عليّ (عليه السلام) أرسل إليه ليعزله فلم يقبل، لأنّه كان قد تمكّن و عليّ (عليه السلام) في أوّل أمره، فكان بينهما ما كان، و كان من ذلك وقعة صفّين، و هي سنة ثمان و ثلاثين من الهجرة، و اشتملت على وقعات و حملات، و كان أعظمها قتالا و أشدّها حربا ليلة الهرير، فإنّهم وصلوا اللّيل بالنهار [3].
و روي أنّ عليّا قتل بيده في تلك الليلة خمسمائة [4]، و نقل أنّ قتلى أصحاب عليّ (عليه السلام) كانوا ألفين و تسعين، منهم: عمّار بن ياسر، و ابن التيّهان، و خزيمة ابن ثابت- ذو الشهادتين- و قتلى أصحاب معاوية تسعة آلاف [5].
ثمّ لمّا رجع عليّ (عليه السلام) من تلك الوقعة لعب الشيطان بجماعة من