و حصل له في سجوده خشوع عظيم، و نشاط و انتعاش، فأطال السجود، ثمّ رفع رأسه فلم يجد أحدا، فكان بعد ذلك مفكّرا شاكّا هل كان هذا في النوم، أم في اليقظة، و نحو ذلك.
و نقلت أيضا عن كثير لكن بالواسطة، نسأل اللّه أن يرزقنا و يسعدنا بما أسعد به أهل الإخلاص من رؤية وليّه، و التشرّف به، و كشف الحيرة و الجهل بعلمه، إنّه على كلّ شيء قدير.
فضل الزيارة
تتمّة لهذه الرسالة- أذكر فيها اثني عشر حديثا من الأحاديث الصّحاح، و الحسان، و ما يقرب منها، في فضل الزيارة، و إنّما أفردناها و لم نفرّقها على الفصول كغيرها، لعدم تيسّر شيء منها في بعض الفصول.
الأول: روى ابن أبي نجران في الصحيح، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام):
جعلت فداك، ما لمن زار رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) معتمّدا؟
الثاني: روى معاوية بن وهب في الصحيح، قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): «صلّوا إلى جانب قبر النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله)، و إن كانت صلاة المؤمنين تبلغه أينما كانوا» [2].
الثالث: روى زرارة في الحسن، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إنّما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها، ثمّ يأتون فيخبرونا بولايتهم، و يعرضوا علينا نصرتهم» [3].