responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 518

من العقلاء عارفا به فانه يسبحه لفظا ومعنى، وما ليس بعاقل من سائر الحيوان والجمادات فتسبيحها ما فيها من الآية الدالة على وحدانيته وعلى الصفات التي باين بها جميع خلقه، وما فيها من الحجج على أنه لا يشبه خلقه وأن خلقه لا يشبهه، ذلك بالتسبيح. وإنما كرر ذكر التسبيح في غير موضع من القرآن لانعقاده لمعان مختلفة لا ينوب بعضها مناب بعض، فمن ذلك قوله " وإن من شئ إلا يسبح بحمده " [1]

فهذا تسبيح بحمد الله وأما " سبح لله ما في السموات والارض " فهو تسبيح بالله " العزيز الحكيم " فكل موضع ذكر فيه فلعقده بمعنى لا ينوب عنه غيره منابه، وإن كان مخرج الكلام على الاطلاق " والعزيز الحكيم " معناه المنيع بأنه قادر لا يعجزه شئ العليم بوجوه الصواب في التدبير، ولا تطلق صفة " العزيز الحكيم " إلا فيه تعالى، لانه على هذا المعنى.

وقوله " له ملك السموات والارض " اخبار بأن له التصرف في جميع ما في السموات والارض وليس لاحد منعه منه ولا أن احدا ملكه ذلك وذاك هو الملك الاعظم، لان كل ما عداه فما يملكه، فان الله هو الذي ملكه إياه، وله منعه منه.

وقوله " يحيي ويميت " معناه يحيي الموات، لانه يجعل النطفة وهي جماد حيوانا ويحييها بعد موتها يوم القيامة، ويميت الاحياء إذا بلغوا آجالهم التي قدرها لهم " وهو على كل شئ قديرا " أي كل ما يصح ان يكون مقدورا له، فهو قادر عليه.

وقوله " هو الاول والآخر " قيل في معناه قولان:

احدهما - قال البلخي إنه كقول القائل: فلان اول هذا الامر وآخره وظاهره وباطنه أي عليه يدور الامر وبه يتم.

الثاني - قال قوم: هو أول الموجودات لانه قديم سابق لجميع الموجودات وما


[1] سورة 17 الاسرى آية 44 (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 518
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست