responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 453

أستواء حال الناس في الظاهر لم يكن بعضهم أحق عندهم بانزال الوحي عليه من بعض. وقد وصفوا أنفسهم أن حاله مساوية لاحوالهم فجاء من هذا ألا يكون أحق بالوحي الذي ينزل عليه منهم، واغفلوا أن الله اعلم بمصالح عباده ومن يصلح للقيام برسالته ممن لا يصلح.

ثم حكى ما قالوه في صالح، فانهم قالوا (بل هو كذاب) في دعواه أنه نبي أوحى الله اليه (أشر) أي بطر، فالاشر البطر الذي لا يبالي ما قال. وقيل: هو المرح الطالب للفخر وعظم الشأن، يقال: أشر يأشر أشرا كقولك: بطر يبطر بطرا وأشر واشر مثل حذر وحذر، وعجل وعجل وفطن وفطن ونحس ونحس. فقال:

الله تعالى على وجه التهديد لهم (ستعلمون غدا من الكذاب الاشر) وقرأ ابوقلابة (الكذاب الاشر) وهذا ضعيف، لانهم يقولون: هذا خير من ذا وشر من ذا، ولا يقال: أشر، ولا أخير إلا في لغة ردية. ومن قرأ (ستعلمون) بالتاء على وجه الخطاب اليهم أي قل لهم، وهي قراءة ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم. ومن قرأ بالياء فعلى وجه الاخبار عن الغائب وهي قراءة الباقين، لان الكذاب الاشر يوم القيامة يعاقبه الله بعذاب النار، فيعلم حينئذ أي الفريقين هم.

وقرب الله تعالى القيامة كقرب غد من اليوم. والفرق بين قوله (ستعلمون غدا من الكذاب) وبين قوله لو قال (ستعلمون غدا الكذاب الاشر) أن الاول يفيد فريقين التبس الكذب بكل واحد منهما فيأتي العلم مزيلا لذلك الالتباس وليس كذلك الثاني.

ثم بين تعالى أنه ارسل الناقة وبعثها بأن أنشأها معجز لصالح، لانه أخرجها من الجبل الاصم يتبعها ولدها. وقوله (فتنة لهم) نصب (فتنة) على انه مفعول له. ومعنى ذلك إبتلاءلهم ومحنة، لانه تعالى نهاهم ان ينالوها بسوء مع تضيق الشرب

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 9  صفحه : 453
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست