ألا هذيت أم الوليد واصبحت * لما أبصرت في الرأس مني تعبد [2]
الثاني - ما قاله ابن زيد وابن أسلم وقتادة: إن (ان) بمعنى (ما) وتقديره ما كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين لله.
الثالث - هو انه لو كان له ولد لعبدته على ذلك كما تقول لو دعت الحكمة إلى عبادة غير الله لعبدته لكنها لا تدعوا إلى عبادة غيره، وكما تقول: لو دل الدليل على أن له ولدا لقلت به، لكنه لا يدل، فهذا تحقيق نفي الولد لانه تعليق محال بحال.
الرابع - قال السدي: لو كان له ولد لكنت اول من عبده بأن له ولدا، لكن لا ولد. وهذا قريب من الوجه (الثالث).
الخامس - إن كان لله ولد على قولكم، فأنا أول من وحده وعبده على ان لا ولد له - ذهب اليه مجاهد - وإنما لم يجز على الله تعالى الولد لانه لا يخلو من ان يضاف اليه الولد حقيقة او مجازا، وحقيقته أن يكون مخلوقا من مائه او مولودا على فراشه، وذلك مستحيل عليه تعالى. ومجازه أن يضاف اليه على وجه التبني وإنما يجوز فيمن يجوز عليه حقيقته، ألا ترى انه لا يقال تبنى شاب شيخا لما لم يمكن أن يكون له ولد حقيقة، وانما جاز ان يضاف إلى شيخ شاب على انه تبناه لما