responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 8  صفحه : 429

قرأ ابوعمرو * (يدخلونها) * بضم الياء على ما لم يسم فاعله ليشاكل قوله تعالى * (يحلون) *. الباقون بفتح الياء، لانهم إذا أدخلوها فقد دخلوها، والمعنيان متقاربان.

يقول الله تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله)* (والذي أوحينا اليك) * يا محمد وأنزلناه عليك * (من الكتاب) * يعني القرآن * (هو الحق) * معناه هو الصحيح الذي معتقده على ما هو به. وضده الباطل، وهو ما كان معتقده لا على ما هو به.

والعقل يدعو إلى الحق ويصرف عن الباطل، وقوله * (مصدقا لما بين يديه) * معناه مصدقا لما قبله من الكتب بأنه جاء موافقا لما بشرت به تلك الكتب من حاله وحال من أتى به. ثم قال * (إن الله) * تعالى بعباده * (لخبير) * أي عالم بهم * (بصير) * بأحوالهم لا يخفى عليه شئ منها فيجازيهم على استعمال الحق بالثواب وعلى استعمال الباطل بالنار. ثم قال * (ثم أورثنا الكتاب) * يعني القرآن أورثناه من أصطفيناه من عبادنا. ومعنى الارث انتهاء الحكم اليه ومصيره لهم، كما قال تعالى * (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) * [1] وقيل المراد أورثناهم الايمان بالكتب السالفة وكان الميراث انتقال الشئ من قوم إلى قوم.

والاول أصح. والاصطفاء الاختيار باخراج الصفوة من العباد، فاصطفى الله المؤمن يحمل على ثلاث طبقات مؤمن ظالم لنفسه بفعل الصغيرة، ومقتصد بالطاعات في المرتبة الوسطى، وسابق بالخيرات في الدرجة العليا، وهم الذين لم يرتكبوا شيئا من المعاصي، وكل وعد الله الحسنى، والذين اصطفاهم الله وأورثهم الكتاب قيل: هم الانبياء فمنهم ظالم لنفسه يعني أصحاب الصغائر. وقيل: هم اصحاب النار، هذا من قول من أجاز على الانبياء الصغائر دون الكبائر، فأما


[1] سورة 43 الزخرف آية 72 (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 8  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست