لصبرهم، الباقون بالتشديد وفتح اللام بمعنى حين صبروا.
اقسم الله تعالى في هذه الآية، لان اللام في قوله * (ولنذيقنهم) * هي التي يتلقى بها القسم، وكذلك النون الثقيلة، بأنه يذيق هؤلاء الفساق الذين تقدم وصفهم العذاب الادنى بعض ما يستحقونه. وقيل: العذاب الادنى هو العذاب الاصغر وهو عذاب الدنيا بالقتل والسبي والقحط والفقر والمرض والسقم وما جرى هذا المجرى. وقيل: هو الحدود. وقيل: عذاب القبر. عن جعفر بن محمد (عليهما السلام):
ان العذاب الادنى هو القحط، والاكبر خروج المهدي بالسيف. والعذاب الاكبر عند المفسرين هو عذاب الآخرة بالنار التي يستفزع الانسان بالآلام وفي الادنى معنى الاقرب. وقد يكون الادنى من الاشياء في الحسن، وهو أن يفعل على انه ليس فيه ظلم لاحد إذا فعل للشهوة، والادنى في القبح ما يفعل وفيه ظلم يسير اتباعا للشهوة، والاعلى في الحسن هو ما ليس فوقه ما هو اعلى منه يستحق به العبادة. والادنى في العذاب اكبر في الآلام، لان العذاب استمرار الالم، وليس فوق عذاب الكفر عذاب، لان عذاب الفسق دونه.
وقال ابن عباس: وابي بن كعب والحسن: العذاب الادنى مصائب الدنيا.
وقال ابن مسعود: هو القتل يوم بدر. والعذاب الاكبر عذاب الآخرة. وهو قول الحسن ومجاهد وابن زيد وابن مسعود.
وقوله * (لعلهم يرجعون) * إخبار منه تعالى أنه يفعل بهم ما ذكره من العذاب الادنى، ليرجعوا عن معاصي الله إلى طاعته ويتوبوا منها. وهو قول
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 8 صفحه : 306