responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 7  صفحه : 161

لما كان رضا احدهما رضا الآخر، ومثله قوله " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله " [1] ولم يقل ينفقونهما لدلالته على ذلك و " الثرى " التراب الندي، فله تعالى " ما تحت الثرى " إلى حيث انتهى، لانه مالكه وخالقه ومدبره، وكل شئ ملكه يصح، والله تعالى مالكه بمعنى أن له التصرف فيه كيف شاء.

وقوله " وإن تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى " معناه وإن تجهر بالقول لحاجتك لسمعه أي تجهر به، فانه تعالى يعلم السر وأخفى من السر. ولم يقل وأخفى منه، لانه دال عليه، كما يقول القائل: فلان كالفيل أو اعظم، وهذا كالحبة أو اصغر.

والجهر رفع الصوت يقال: جهر يجهر جهرا، فهو جاهر والصوت مجهور، وضده الهمس. و (السر) ما حدث به الانسان غيره في خفية، وأخفى منه ما أضمره في نفسه ولم يحدث به غيره - هذا قول ابن عباس - وقال قتادة وابن زيد وسعيد بن جبير: السر ما أضمره العبد في نفسه. وأخفى منه ما لم يكن ولا أضمره أحد. وقال قوم: معناه يعلم السر والخفي. وضعف هذا لانه ترك الظاهر وعدول بلفظه (أفعل) إلى غير معناها من غير ضرورة، ولان حمله على معنى أخفى أبلغ إذا كان بمعنى أخفى من السر، فلما قول الشاعر:

تمنى رجال ان اموات وإن امت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد [2]

انما حمل على ان المراد (بأوحد) احد، لان الوحدة لا يقع فيها تعاظم، فاخرجه الشاعر مخرج ما فيه تعاظم ورد المعنى إلى الواحد. ثم اخبر تعالى بانه " الله " الذى تحق له العبادة " لا إله " يحق له العبادة " إلا هو له الاسماء الحسنى " وانما ذكر الحسنى بلفظ التوحيد ولم يقل الاحاسن، لان الاسماء مؤنثة يقع عليها (هذه) كما


[1] سورة 9 التوبة آية 35 [2] تفسير الطبري 16 / 93 (ج 7 م 21 من التبيان) (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 7  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست