responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 85

برك بي اي لبرك بي، فيكون التقدير، وعلى ذلك خلقهم، ولايجوز ان يكون اللام لام الغرض، ويرجع إلى الاختلاف المذموم، لان الله تعالى لايخلقهم ويريد منهم خلاف الحق، لانه صفة نقص يتعالى الله عن ذلك. وايضا فلو أراد منهم ذلك الاختلاف، لكانوا مطيعين له، لان الطاعة هي موافقة الارادة والامر، ولوكانوا كذلك لم يستحقوا عقابا. وقد قال تعالى " وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون " [1] فبين تعالى انه خلقهم وأراد منهم العبادة، فكيف يجوز مع ذلك ان يكون مريدا لخلاف ذلك، وهل هذا الا تناقض؟ ! يتعالى الله عن ذلك.

على ان في اختلاف أهل الضلال مايريده الله، وهو اختلاف اليهود والنصارى في التثليث، واختلاف النصارى لليهود في تأبيد شرع موسى وقيل ان معنى الاختلاف ههنا هو مضي قوم ومجئ قوم آخرين، كماقال " هو الذي جعل الليل والنهار خلفة " [2] وهذا الاختلاف يجوز ان يريده الله.

وقال الحسن قوله " ولذلك خلقهم " مردود على قوله " وماكان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون " [3] والمعنى خلقهم ليكون عدله فيهم، هذا، لا أن يهلكهم وهم مصلحون.

وقوله " ولوشاء ربك الجعل الناس امة واحدة " على الايمان، وهذه مشيئة القدرة " ولذلك خلقهم " ان تكون مشيئته وقدرته عليهم، ولا يزالون مختلفين " الا من رحم ربك ولذلك خلقهم " قال ليخالف اهل الحق اهل الباطل، وهو كقوله " لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لاريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير " [4]


[1] سورة الذاريات آية 56. [2] سورة الفرقان آية 62.

[3] سورة هود آية 118. [4] سورة الشورى آية 7.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 6  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست