وقوله " فاوف لنا الكيل " اي لاتنقصنا من كيلنا لنقصان بضاعتنا، وتصدق علينا. وقيل في معناه قولان:
احدهما - قال سعيد بن جبير: سألوا التفضل بترك النقصان من السعر، لان الصدقة ماكانت تحل لهم. وقال سفيان بن عيينة. إنهم سألوا الصدقة وهم أنبياء وكانت حلالالهم، وكان مجاهد يكره ان يقول الرجل في دعائه اللهم تصدق علي، لان الصدقة ممن يبتغي الثواب. والصدقة العطية للفقراء ابتغاء الاجر، ولهذا يطلق، فيقال: " إن الله يجزي المتصدقين " و " لايضيع أجر المحسنين " [2]
هذاحكاية ماأجاب به يوسف إخوته حين سألوه التصدق عليهم وايفاء كيلهم، فرق لهم، وقال: هل علمتم مافعلتم بيوسف وإخيه؟ ! على وجه التوبيخ لهم والتذكير لهم بمافعلوه من إلقائه في الجب بعد ان كانوا عزموا على قتله ثم بيعهم إياه عبدا للتاجر الذي حمله إلى مصر، وفعلوا بأخيه ماعرضوه به للغم بأن أفردوه عن أخيه لابيه وامه مع جفائهم له حتى كان لاذلالهم إياه لايمكنه ان يكلم احدا منهم الا كلام الذليل للعزيز، فعاملوه هذه المعاملة، وسلكوا في امره هذه الطريقة. ومعنى قوله " اذ انتم جاهلون " انكم فعلتم ذلك في حال