responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 261

من معجزاته (صلى الله عليه وآله)لانه لايمكن معرفة مثل ذلك إلا بوحي من الله تعالى، فسار رسول الله في العقبة وحده وأمر الناس كلهم بسلوك بطن الوادي وكانوا اثني عشر رجلا أو خمسة عشر رجلا على الخلاف فيه. وعرفهم واحدا واحدا عمار بن ياسر وحذيفة، وكان احدهما يقود ناقة رسول الله والاخر يسوقها، والحديث مشروح في كتاب الواقدي. وقال ابوجعفر (عليه السلام) كانوا ثمانية من قريش واربعة من العرب وقوله " وهموا بما لم ينالوا " قيل فيه ثلاثة اقوال:

احدهما - قال مجاهد: هم المنافقون بما لم يبلغوه من التنفير برسول الله.

الثاني - قال قتادة: هموا بما ذكر في قوله " ليخرجن الاعز منها الاذل " فلم يبلغوا ذلك.

والثالث - عن مجاهد أنهم هموا بقتل من أنكر عليهم ذلك. وقال بعضهم:

كان المنافقون قالوا: لو رجعنا وضعنا التاج على رأس عبدالله ابن ابي، فلما اوقفوا على ذلك حلفوا بأنهم ما قالوا ذلك ولا هموا به، فاخبر الله تعالى عن حالهم انهم يحلفون بالله ما قالوا، ثم اقسم تعالى بانهم قالوا ذلك، لان لام لقد لام القسم وانهم قالوا كلمة الكفر، وهي كل كلمة فيها جحد لنعم الله او بلغت منزلتها في العظم، وكانوا يطعنون في الاسلام والنبوة، وأخبر انهم هموا بما لم يبلغوه. والهم مقاربة الفعل بتغليبه في النفس تقول: هم بالشئ يهم هما، ومنه قوله " ولقد همت به وهم بها لولا رأى " [1] وليس الهم من العزم في شئ إلا ان يبلغ نهاية العزم في النفس. والنيل لحوق الامر. ومنه قوله (نال السيف ونال ما اشتهى او قدر او تمنى) فهؤلاء قدروا في انفسهم من كيد الاسلام مالم يبلغوه.

وقوله " وما نقموا إلا ان اغناهم الله ورسوله من فضله " يعني ما فتح الله عليهم من الفتوح وأخذ الغنائم واستغنوا بعد أن كانوا محتاجين وقيل في معناه قولان: احدهما - انهم عملوا بضد الواجب فجعلوا موضع شكر الغنى أن نقموا


[1] سورة 12 يوسف آية 24.

(*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست