responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 101

كذلك الدعاء لانه يصح من دونك لك.

وقوله " إذا دعاكم لما يحييكم " قيل في معناه ثلاثة أقوال:

احدها - دعاكم إلى احياء امركم بجهاد عدوكم مع نصر الله إياكم، وهو قول ابن اسحاق والفراء والجبائي. وقال البلخي: معناه لما يبقيكم ويصلحكم ويهديكم ويحيي امركم.

الثاني - معناه لما يورثكم الحياة الدائمة في نعيم الاخرة من اتباع الحق: القرآن الثالث - معناه لما يحييكم بالعلم الذي تهتدون به من اتباع الحق، والاقتداء بما فيه.

وقوله " واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه " قيل في معناه ثلاثة اقوال:

احدها - ان يفرق بين المرء وقلبه بالموت او الجنون وزوال العقل. فلا يمكنه استدراك ما فات. والمعنى بادروا بالتوبة من المعاصي قبل هذه الحال.

الثاني - ان معناه بادروا بالتوبة لانه اقرب إلى المرء من حبل الوريد لايخفى عليه خافية من سره وعلانيته وفي ذلك غاية التحذير.

والثالث - تبديل قلبه من حال إلى حال لانه مقلب القلوب من حال الامن إلى حال الخوف ومن حال الخوف إلى حال الامن على ما يشاء.

وروي عن ابي عبدالله (عليه السلام) في معنى قوله " يحول بين المرء وقلبه " قال لايستيقن القلب أن الحق باطل أبدا ولا يستيقن أن الباطل حق ابدا.

فأما من قال من المجبرة: إن المراد إن الله يحول بين المرء والايمان بعد امره إياه به فباطل، لانه تعالى لايجوز عليه أن يأمر أحدا بمايمنعه منه ويحول بينه وبينه، لان ذلك غاية السفه، تعالى الله عن ذلك. وايضا فلا احد من الامة يقول: إن الايمان مستحيل من الكافر، فانهم وان قالوا إنه لايقدر على الايمان يقولون يجوز منه الايمان ويتوقع منه ذلك، ومن ارتكب ذلك فقد خرج من الاجماع.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست