responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 102

ويحتمل ان يكون المراد ان امر الله بالموت يحول بين المرء وقلبه، كما قال " هل ينظرون إلا ان يأتيهم الله " [1] أي أمر الله.

وقال قوم: يجوز ان يكون معناه يحول بينه وبين قلبه بان يسلبه قلبه فيبقى حيا بلا قلب وهذا قريب من معنى زوال العقل، قالوا: يجوز أن يكون المراد: انه عالم بما ينظرون اليه، وما يضمره العبد في نفسه من معصيته فهو في المعنى كأنه حائل بينه وبينه، لان العبد لايقدر على اضمار شئ في قلبه إلا والله عالم به، وهذا وجه حسن وروي في التفسير أن الله يحول بين المؤمن وبين الكفر. والمعنى في ذلك ان الله يحول بينه وبين الكفر بالوعد والوعيد، والامر والنهي، والترغيب في الثواب والعقاب. فأما ماروي عن سعيد بن جبير وغيره من ان الله يحول بين الكافر والايمان فقد بينا ان ذلك لا يجوز على الله. والعقل مانع منه. ولو صح ذلك لكان الوجه فيه ان الله يحول بين الكافر وبين الايمان في المستقبل بان يميته، لانه لايجب تبقيته حتى يؤمن، بل لو ابقاه لكان حسنا، وان لم يبقه كان ايضا حسنا. وقوله تعالى " وانه اليه تحشرون " معناه انكم تحشرون يوم القيامة للجزاء على اعمالكم إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، فلذلك يجب المبادرة بالطاعة والاقلاع عن المعصية بالتوبة وترك الاصرار على القبائح.

قوله تعالى:

واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب [25] آية امر الله تعالى المكلفين من خلقه أن يتقوا فتنة لاتصيب الذين ظلموا منهم خاصة والفتنة البلية التي يظهر بها باطن امر الانسان فيها. والفتنة الهرج الذي يركب فيه


[1] سورة 2 البقرة آية 210

(*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 5  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست