هذا حكاية قول السحرة أنهم قالوا لموسى اختر أحد شيئين إما أن تلقي أنت عصاك أو نحن نلقي عصينا، وانما دخلت (أن) في قوله " إما أن تلقي " ولم تدخل في " إما يعذبهم وإما يتوب عليهم " [2] لان فيه معنى الامر كأنهم قالوا: اختر إما أن تلقي أي إما القاؤك وإما القاؤنا، ومثله " اما أن تعذب واما أن تتخذ فيهم حسنا " [3] فموضع (ان) نصب، ويجوز أيضا ان يكون التقدير إما إلقاؤك مبدوء به وإما القاؤنا، ويجوز أن تقول: يازيد اما أن تقوم أو تقعد، ولايجوز أن تقول يازيد ان تقوم أو تقعد، لان (إما) يبتدأ بالمعنى فيها أي بمعنى التخيير، فلذلك تدل على معنى اختر، وليس كذا (أو)
وقد يقع موقع (اما) وليس بجيد، كما قال الشاعر:
فقلت لهن امشين إما نلاقه * كما قال او تشفى النفوس فنعذرا [4]
وقال ذو الرمة:
فكيف بنفس كلما قلت أشرفت * على البرء من حوصاء هيض اندمالها
وهما مطلع قصيدة له يمدح بها ابن عبدالملك، ويهجو الحجاج بن يوسف.
وقد تكون نسبتهما الذي الرمة - هنا - خطأ من الناسخ.
موضع (اما) موضع (أو). والالقاء ارسال المعتمد إلى جهة السفل، ومثله الطرح، وضده الامساك. وقول القائل: إلق علي مسألة إلى هذا يرجع، وإنما قال " واما أن نكون نحن الملقين " ولم يقل واما أن نلقي، لانه ليس المعنى على ليكن القاء أحدنا فقط، فيجئ على التقابل، وانماهو
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 4 صفحه : 501