لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين [40] آية بلاخلاف.
أخبرالله تعالى أن لهؤلاء الكفار الذين كذبوا بآيات الله واستكبروا عنها لهم من جهنم مهاد، و (جهنم) في موضع جر ب (من) لكن فتح لانه لاينصرف لاجتماع التأنيث والتعريف فيه، واشتقاقه من الجهومة، وهي الغلظ، رجل جهم الوجه غليظه، فسميت بهذا لغلظ أمرها في العذاب، نعوذ بالله منها. والمهاد الوطأ الذي يفترش. ومنه مهد الصبي، ومهدت له لامر اذا وطأته له، وإنما قيل: مهاد من جهنم أي موضع المهاد، كما قال تعالى " فبشرهم بعذاب اليم " [3] وقال الحسن مهاد " فراش من نار، و " غواش " ظلل منها.
وقوله " ومن فوقهم غواش " فالغواش لباس مجلل، ومنه غاشية السرج، وفلان يغشى فلانا أي يأتيه ويلابسه. ومنه غشي المرض، والغشاوة التي تكون على الولد. وقال محمدبن كعب: الغواشي هي اللحف، وهي أزر الليل محشوة كانت أو غير محشوة، ذكره الازهري، وروى الطبري مثله.