هذا حكاية عن قول الله تعالى للكفار يوم القيامة وأمره لهم بالدخول في جملة الامم الذين تبعوا من قبلهم من جملة الجن والانس وهم في النار.
ويجوز أن يكون ذلك إخبارا عن جعله إياهم في جملة اولئك في النار، من غير أن يكون هناك قول، كما قال " كونوا قردة خاسئين " [1] والمراد أنه جعلهم كذلك.
ومعنى الخلو انتفاء الشئ عن مكانه فكل ماانتفى من مكانه، فقد خلا منه، وكذلك (خلت) بمعنى مضت، لانها إذا مضت بالهلاك، فقد خلا مكانها منها. والجن جنس من الحيوان مستترون عن أعين البشر لرقتهم، يغلب عليهم التمرد في أفعالهم، لان الملك أيضا مستتر لكن غلب عليه أفعال الخير.
وعند قوم: أنهم أجمع رسل الله. والانس جنس من الحيوان يتميز بالصورة الانسانية.
وقوله " كلما دخلت أمة لعنت أختها " يعني في دينها لافي نسبها، فأما قوله " والى مدين أخاهم شعبيا " [2] يعني أنه منهم في النسب. وقوله " حتى اذا اداركوا فيها جميعا " فوزن اداركوا (تفاعلوا) فأدغمت التاء في الدال واجتلبت ألف الوصل ليمكن النطق بالساكن الذي بعده، ومعناه تلاحقوا.
وقوله " قالت أخراهم لاولاهم " يعني الفرقة المتأخرة التابعة تقول للامة المتقدمة المتبوعة، وتشير اليها " هؤلاء أضلونا " عن طريق الحق وأغوونا