responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 359

لهم، ولم يكن ذلك استخفافا بهم بالاعمال.

وقد قال الجبائي: إن الطين خير من النار، لانها أكثر منفعة للخلق من حيث أن الارض مستقر الخلق وفيها معايشهم، ومنها تخرج أنواع أرزاقهم لان الخيرية في الارض أو النار، إنما يراد بهما كثرة المنافع، دون كثرة الثواب، لان الثواب لايكون إلا للمكلف المأمور، وهذان جمادان.

وعلى مايذهب اليه أصحابناأن ذلك يدل على تفضيل آدم على الملائكة وكان ذلك مستحقا، فلذلك أسجدالله الملائكة له.

فإن قيل: لم اعترض إبليس على الله مع علمه أنه لايفعل إلا الحكمة؟ قلنا عنه جوابان:

أحدهما - أنه اعترض كمايعترض السفيه على الحكيم الحليم في تدبيره من غير فكر في العاقبة.

والثاني - أن يكون جهل هذا بشبهة دخلت عليه. وعلى مانذهب اليه من أنه لم يكن عرف الله قط سقطت الشبهة.

واستدل أيضا بهذه الاية على أن الجواهر متماثلة بأن قيل: لاشئ أبعد إلى الحيوان من الجماد، فاذاجاز أن ينقلب الطين حيوانا وإنسانا جاز أن ينقلب إلى كل حال من أحوال الجواهر، لانه لافرق بينهما في العقل.

واستدل أيضا بهذه الاية على أن الامر من الله يقتضي الايجاب بأن الله تعالى ذم إبليس على امتناعه من السجود حين أمره، فلوكان الامر يقتضي الندب لما استحق العيب بالمخالفة وترك الامتثال، والامر بخلاف ذلك في الاية.

قوله تعالى:

قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين [12] آية قوله " قال فاهبط منها " حكاية لقول الله تعالى لابليس وأمره إياه أن

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست