responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 136

والاستثناء راجع إلى العذاب دون الساعة، لانها لاتكشف ولامحيص عنها.

قوله تعالى:

ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالباساء والضراء لعلهم يتضرعون [42] فلولا إذجاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ماكانوا يعملون [43] آيتان اعلم الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله)بهذه الاية انه قد ارسل الرسل قبله إلى اقوام بلغوا من القسوة إلى ان أخذوا بالشدة في أنفسهم واموالهم ليخضعوا ويذلوا لامر الله لان القلوب تخشع والنفوس تضرع عند مايكون من أمر الله البأساء والضراء. وقال قوم: البأساء الجوع، والضراء النقص في الاموال والانفس.

والبأساء: من البأس والخوف والضراء من الضر، وقد يكون البأساء من البؤس، فأعلمه الله انه ارسل إلى أمم واخذها بالبأساء والضراء، فلم تخشع ولم تضرع. وقال: " لعلهم يتضرعون " ومعناه لكي يتضرعوا. وقيل: معناها الترجي للعباد، كما قال: " لعله يتذكر او يخشى " [1]. قال سيبويه: المعنى اذهبا أنتما على رجائكما، والله عالم بمايكون من وراء ذلك.

وقوله " فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا " معناه هلا اذجاءهم بأسنا تضرعوا " ولكن قست قلوبهم " أي أقاموا على كفرهم. قال الفراء كلما رأيت في الكلام (لولا) ولم تر بعدها اسما، فهي بمعنى (هلا)، كقوله: " لو لا اخرتني إلى أجل قريب " [2] و " فلولا أن كنتم غير مدينين " [3] واذاكان بعدها اسم، فهي بمعنى (لو) التي تكون في جوابها اللام، و (لوما) فيها مافي (لولا) من الاستفهام والخبر.

وقد اخبر الله في هذه الاية ان الشيطان هوالذي يزين الكفر للكافر بخلاف


[1] سورة 20 طه آية 44.

[2] سورة 63 المنافقون آية 10 [3] سورة 56 الواقعة آية 86

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست