responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 135

الساعة التي وعدتم فيها بالبعث والفناء، لان قبل البعث يموت الخلق كلهم، اتدعون فيها - لكشف ذلك عنكم - هذه الاوثان التي تعلمون أنها لاتقدر أن تنفع أنفسها ولاغيرها؟ ! أو تدعون لكشف ذلك عنكم الله تعالى الذي هو خالقكم ومالككم ومن يملك ضركم ونفعكم؟ ودلهم بذلك على انه لاينبغي لهم ان يعبدوا مالايملك لهم نفعا ولايقدر أن يدفع عنهم ضرا وان يعبدوا الله وحده الذي هو خالقهم ومالكهم والقادر على نفعهم وضرهم.

وقوله " ان كنتم صادقين " يعني في ان هذه الاوثان آلهة لكم، فبين الله لهم بذلك انها ليست آلهة وانهم في هذا القول غير صادقين.

وقوله " بل اياه تدعون " معنى (بل) استدراك وايجاب بعد نفي تقول ماجاءني زيد بل عمرو. واعلمهم الله تعالى انهم لايدعون في حال الشدائد الا إياه، لانه إذا لحقهم الشدائد والاهوال في البحار والبراري القفار، التجؤا فيه اليه وتضرعوا لديه، كما قال " وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين " [1] وفي ذلك أعظم الحجج عليهم، لانهم عبدوا الاصنام.

وقوله " فيكشف ماتدعون اليه ان شاء " معناه يكشف الضر الذي من اجله دعوتم، وهومجاز كقوله " واسأل القرية " ومعناه واسأل اهل القرية.

وقوله " وتنسون ماتشركون " معنى تنسون يحتمل امرين:

احدهما - ان يكون بمعنى ماتشركون بالله.

الثاني - أنكم في ترككم دعاءهم بمنزلة من نسيهم، وهذا الذي أحتج الله به على الكفار دلالة على صحة الاحتجاج في الدين على كل من خالف الحق، لانه لوكان الاحتجاج لايجوز ولايفضي إلى الحق لما احتج به على عباده في كتابه. وانما قال: " ان شاء " لانه ليس كلما يدعون لكشفه يكشفه عنهم بل يكشف ماشاء من ذلك مما تقتضيه المصلحة وصواب التدبر، وتوجبه الحكمة.


[1] سورة 10 يونس آية 22.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 4  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست