responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 364

متقاربان. وقال لبيد في صفة عيرواتن على احاذ.

إذا اجتمعت واحوذ جانبيها * واوردها على عوج طوال [1]

العوج الطوال القوائم. وقيل: هي النخيل الطوال. فمعنى احوذ جانبيها لم يشذ منها شئ. والاحوذ: الجاد المنكش الخفيف في اموره كلها. وكان القياس يقتضي ان يقول: استحاذ، لان الواو إذاكانت عين الفعل وكانت محركة بالفتح، وما قبلها ساكن تقلب حركتها إلى فاء الفعل، وقلبوها الفا اتباعا لحركة ماقبلها.

كقولهم: استحاذ واستبان واستنار واستعاذ بالله وهاهنا تركت على الاصل وهي لغة القرآن. وقوله: " ونمنعكم من المؤمنين " يعني يقول المنافقين الكافرون منعنا المؤمنين منكم بتخذيلنا اياهم، واطلاعنا اياكم على اخبارهم، وكوننا عيونالكم حتى انصرفوا عنكم وغلبتموهم. وقوله: " فالله يحكم بينكم يوم القيامة " اخبار منه (تعالى)

انه الذي يحكم بين الخلائق يوم القيامة ويفصل بينهم بالحق، وينصر المؤمنين " ولايجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا " اي بالغلبة والقهر. وان حملناه على دار الدنيا يمكن حمله على انه لايجعل لهم عليهم سبيلا بالحجة، وان جاز ان يغلبوهم بالقوة، لكن المؤمنين منصورون بالحجة والدلالة. وبالتأويل الاول قال علي (عليه السلام):

والسدى وابومالك وابن عباس. قال السدي: السبيل - هاهنا - الحجة. وبالثاني قال: الزجاج والجبائي والبلخي. وقال الجبائي: ولوحملنا ذلك على الغلبة، كان أيضا صحيحا، لان غلبة الكفار للمؤمنين ليس مما فعله الله، لان ذلك قبيح، والله لايفعل القبيح. وليس كذلك غلبة المؤمنين للكفار، لانه حسن وطاعة، فكان ذلك منسوبا إلى الله (تعالى).

قوله تعالى:

(إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى


[1] اللسان (حوذ). القصيدة: 17 وبعده:

رفعن سرادقا يوم ريح * يصفق بين ميل واعتدال (*)

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست