responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 55

على ذلك؟ فقال الله عزوجل: (إن في خلق السماوات والارض) الآية إلى آخرها.

ووجه الدلالة من الآية (أن في خلق السماوات والارض) يدل على أن لها خالق، لا يشبهها ولا تشبهه، لانه لا يقدر على خلق الاجسام إلا القديم القادر لنفسه الذي ليس بجسم، ولا عرض، إذ جميع ذلك محدث ولابد له من محدث ليس بمحدث، لاستحالة التسلسل. وأما (الليل والنهار)، فيدلان على عالم مدبرمن جهة أنه فعل محكم، متقن، واقع على نظام واحد، وترتيب واحد، لايدخل شيئا من ذلك تفاوت، ولا اختلاف.

وأما (الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس) فتدل على منعم دبر ذلك لمنافع خلقه، ليس من جنس البشر، ولا من قبيل الاجسام، لان الاجسام يتعذر عليها فعل ذلك.

وأما الماء الذي ينزل من السماء، فيدل على منعم به يقدر على التصريف فيما يشاء من الامور، لايعجزه شئ.

وأما (إحياء الارض بعد موتها)، فيدل على الانعام بما يحتاج اليه العباد.

وإحياؤها: إخراج النبات منها، وأنواع الثمار (وبث فيها من كل دابة) دال على ان لها صانعا مخالفا لها منعما بأنواع النعم. (وتصريف الرياح) يدل على الاقتدار على ما لايتأتى من العباد ولو حرصوا كل الحرص، واجتهدوا كل الاجتهاد، لانه إذا ذهبت جنوبا مثلا، فاجتمع جميع الخلق على أن يقلبوها شمالا أو صبا أو دبورا، لما قدروا على ذلك، ولا تمكنوا على رده من الجهة التي يجئ منها.

وأما (السحاب المسخر) فيدل على أنه يمسكه القديم، والذي لاشبه له ولا نظير، لانه لا يقدر على تسكين الاجسام الثقال بغير علاقة ولا دعامة إلا الله تعالى، وكذلك لايقدر على تسكين الارض كذلك إلا القادر لنفسه،، فهي تدل على صانع غير مصنوع قديم لا يشبهه شئ، قادر لا يعجزه شئ، عالم لا يخفى عليه شئ، حي لايموت واحد ليس كمثله شي، سميع بصير (لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست