الحق رفع بأنه خبر ابتداء محذوف وتقديره ذلك الاخبار في أمر عيسى الحق من ربك، فحذف، لتقدم ذكره وأغنى بشاهد الحال عن الاشارة إليه كما تقول الهلال أي هذا الهلال.
المعنى واللغة:
وقوله: (فلا تكن من الممترين) يحتمل أمرين:
أحدهما - أن يكون خطابا للنبي (صلى الله عليه وآله)والمراد به غيره، كما قال. " يا أيها النبي إذا طلقتم النساء " [1]. والاخر - " فلا تكن من الممترين " أيها السامع للبرهان من المكلفين كائنا من كان.
إذا استخرج اللبن منه يمسحه ليدر، وكذلك الريح تمري السحاب مريا. فالامتراء شك كحال المستخرج لما لايعرف. وإنما قال: " الحق من ربك " ولم يقتصر على قوله: " ذلك الحق " " فلا تكن من الممترين " لان في هذه الاية دلالة على أنه الحق، لانه من ربك، ولو قال ذلك الحق " فلا تكن من الممترين " لان في هذه الاية دلالة على أنه الحق، لانه من ربك. ولو قال: ذلك الحق فلا تكن [2] لم يفد هذه الفائدة. والفرق بين قوله: " فلا تكن من الممترين " وبين قوله: فلا تكن ممتريا أن ذلك أبلغ في النهي، لانه اشارة إلى قوم قد عرفت حالهم في النقص والعيب.
(1) سورة الطلاق آية: 1. (2) هكذا في المطبوعة وفيه تكرار كما ترى.
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 483