responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 424

لهم من ناصرين) [22] آية بلا خلاف.

المعنى:

حبوط العمل - عندنا - هو إيقاعه على خلاف الوجه المأمور به، فاذا أوقعه كذلك لم يستحق عليه الثواب، فجاز لذلك أن يقال: أحبط عمله، ومتى أوقعه على الوجه المنهي عنه، استحق مع ذلك العقاب، وليس المراد بذلك بطلان ما يستحق عليه من الحمد والثناء. ولابطلان الثواب بما يستحق من العقاب، لان الثواب إذا ثبت فلا يزول على وجه بما يستحق صاحبه من العقاب، لانه لاتنافي بين المستحقين، ولاتضاد. وأما حبوطها في الدنيا، فلانهم لم ينالوا بها مدحا ولا ثناء.

وأصل الحبوط مأخوذ من قولهم: حبطت بطون الماشية: إذا فسدت من مآكل الربيع. فعلى ما حررناه إنما تبطل الطاعة حتى تصير بمنزلة مالم تفعل إذا وقعت على خلاف الوجه المأمور به وعند المعتزلة، ومن خالفنا في ذلك أن أحدهما يبطل صاحبه إذا كان ما يستحق عليه من الثواب أو العقاب أكثر مما يستحق على الاخر فانه يبطل الاقل على خلاف بينهم في أنه يتحبط على طريق الموازنة أو غير الموازنة، قال الرماني: والفرق بين حبوط الفريضة وحبوط النافلة أن النافلة من الفاسق لابد عليها من منفعة عاجلة، لان الله رغب فيها إن أقام على فسقه أو لم يقم.

والترغيب من الحكيم لايكون إلا لمنفة، فأما الفريضة من الفاسق، فلانتقاض المضرة التي كان يستحقها على ترك المضرة، وهذا - على مذهبنا - لايصح على ما فصلناه، ولاعلى مذهب شيوخه، لان المستحق على النوافل لايكون إلاثوابا والثواب لايصح فعله في دار التكليف، فكيف يصح ما قاله. وقوله: (وما لهم من ناصرين) يدل على أنه تعالى لاينصر كافرا لانه لو نصره، لكان أعظم ناصر والله تعالى نفى على وجه العموم أن يكون لهم ناصر، ولان مفهوم الكلام أنه لاينفعهم نصر لكفرهم.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست