responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 423

التي رووها أخبار آحاد لايعارض بها على أدلة العقول على أنه لا يمتنع أن يكون الوجه فيها وفي قوله: " ويقتلون الذين يأمرون بالقسط " هو من غلب على ظنه أن انكاره لايؤدي إلى مفسدة فحسن منه ذلك بل وجب وإن تعقب - في مابعد - القتل، لانه ليس من شرطه أن يعلم ذلك بل يكفي فيه غلبة الظن.

وقوله: (بغير حق) لايدل على أن قتل النبيين يكون بحق بل المراد بذلك أن قتلهم لايكون إلا بغير حق، كما قال: " ومن يدع مع الله إلها آخر لابرهان له به " [1]. والمعنى ان ذلك لايكون عليه برهان كما قال امرؤ القيس:

على لاحب لايهتدى؟ * إذا سافه العود الديا في جرجرا [2]

وتقول: لاخير عنده يرجى. وأنت تريد لاخير عنده أصلا. وكذلك أراد امرؤ القيس أنه لامنار هناك، فيهتدى به قال أبوذؤيب:

متفلق انشاؤها عن قاني * كالقرط صاو غيره لايرضع

أي ليس له بقية لبن فيرضع، ومعنى صاو في البيت صوت يابس النخلة.

وقوله: (ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس) معناه الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وقوله: " فبشرهم بعذاب أليم " إنما خاطبهم بذلك وإن كان الخبر عن أسلافهم من حيث رضواهم بافعالهم، فاجملوا معهم على تقدير فبشر أخلافهم بأن العقاب لهم، وكأسلافهم. فان قيل لم جاز أن تقول إن الذي يقوم، فيكرمك، ولم يجز ليت الذي يقوم فيكرمك؟ قلنا: لان دخول الفاء لشبه الجزاء، لان الذي يحتاج إلى صلة فصلتها قامت مقام الشرط، فلذلك دخل الفاء في الجواب كما دخل في جواب الشرط، وليت تبطل معنى الجزاء وليس كذلك أن لانها بمنزلة الابتداء.

قوله تعالى:

(أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والاخرة وما


(1) سورة المؤمنون آية: 118. (2) مر تخريجه في 2: 356.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست