نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 399
اللغة والمعنى:
وقوله: (فأما الذين في قلوبهم زيغ) يعني ميل يقال: أزاغه الله إزاغة أي أماله إمالة قال تعالى " فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم " [1] ومنه قوله: " لا تزغ قلوبنا " [2] والتزايغ التمايل في الاسنان. والمعنى إن الذين في قلوبهم ميل عن الحق اما بشك أو جهل فان كليهما زيغ " يتبعون ما تشابه منه " ومعناه يحتجون به في باطلهم " ابتغاء الفتنة " ومعناه طلبا للفتنة " وابتغاء تأويله " والتأويل:
التفسير وأصله المرجع، والمصير من قولهم: آل أمره إلى كذا يؤول أولا إذا صار إليه. وأولته تأويلا إذا صيرته إليه. وقوله: " وأحسن تأويلا " [3] قيل معناه أحسن جزاء، لان أمر العباد يؤول إلى الجزاء. وأصل الباب: المصير " وما يعلم تأويله " يعني تفسيره " إلا الله والراسخون في العلم " يعني الثابتون فيه تقول: رسخ الشئ رسوخا إذا ثبت في موضعه. وأرسخته إرساخا، كما أن الخبر يرسخ في الصحيفة، ورسخ الغدير إذا ذهب ماؤه، فنضب، لانه ثبت وحده من غير ماء، وأصل الباب الثبوت.
النزول:
وقال الربيع: نزلت هذه الاية في وفد نجران، لما حاجوا النبي (صلى الله عليه وآله)في المسيح، فقالوا: أليس هو كلمة الله وروح منه؟ فقال بلى، فقالوا: حسبنا، فأنزل الله تعالى (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه) ثم أنزل (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) [4]
وقال قتادة: بل كل من احتج بالمتشابه لباطله، داخل فيه، فمنهم الحرورية والسبابية، وغيرهم.