responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 336

صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلدا لايقدرون على شئ مما كسبوا والله لايهدي القوم الكافرين) [264] آية بلا خلاف.

المعنى:

ضرب الله (تعالى) هذه الاية مثلا لعمل المنافق والمنان جميعا، فانهما إذا فعلا فعلا لغير وجه الله أو قرنا الانفاق بالمن والاذى، فانهما لا يستحقان عليه ثوابا. وشبه ذلك بالصفا الذي أزال المطر ما عليه من التراب، فانه لا يقدر أحد على رد ذلك التراب عليه فكذلك إذا رفع المنان صدقته وقرن بها المن فقد أوقعها على وجه لاطريق له إلى استداركه، وتلافيه لوقوعة على الوجه الذي لا يستحق عليه الثواب فان وجوه الافعال تابعة للحدوث، فاذا فاتت فلا طريق إلى تلافيها وليس فيها ما يدل على أن الثواب الثابت المستقر يزول بالمن فيما بعد ولا بالرياء الذي يحصل فميا يتجدد فليس في الاية ما يدل على ما قالوه.

وقوله: " رئاء الناس " إنما جمع بين همزتين ولم يجمع في ذوائب جمع ذؤابة، لوقوع الالف في الجمع بين الهمزتين، فلم يجز ذؤائب [1]، فأما الواحد فاجتمع لخفته وهما أيضا مفتوحان فهو أخف لها.

وقوله: (كالذي ينفق ما له رئاء الناس) يدخل فيه المؤمن والكافر إذا أخرجا الانفاق للرياء. وقوله: " ولايؤمن بالله واليوم الاخر " صفة للكافر خاصة " مثله كمثل صفوان " يعني الحجارة الصلبة " عليه تراب ".

اللغة:

فالتراب والترب واحد يقال ترب الرجل إذا افتقر، لانه لصق بالتراب للفقر ومنه قوله: " مسكينا ذا متربة " [2] لانه قعد على التراب للفقر وأترب الرجل إذا استغنى لانه كثر ماله حتى صار كالتراب. والترب الذي ينشأ معك. وقيل فيه.


(1) في المطبوعة (فلم بحر ذوائب) والصحيح ما ذكرنا.

(2) سورة البلد آية: 16.

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست