responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 314

فيه صلاح لهم في دينهم ودنياهم وإنما يوصف بالولي من كان أولى بغيره وأحق بتدبيره. ومنه الوالي، لانه يلي القوم بالتدبير والامر، والنهي، ومنه المولى من فوق، لانه يلي أمر العبد بسد الخلة، وما به إليه الحاجة، ومنه المولى من أسفل لانه يلي أمر المالك بالطاعة، والمولى ابن العم لانه يلي أمره بالنصرة لتلك القرابة، وولي اليتيم لانه يلي أمر ماله بالحفظ له والقيام عليه. والولي في الدين وغير، لانه يلي أمره بالنصرة والمعونة لما توجبه الحكمة، والمعاقدة لجميع هذه المواضع الاولى والاحق ملحوظ فهى. وولى: إذا ادبر عن الشئ لانه زال

عن أن يليه بوجهه واستولى على الشئ: إذا احتوى عليه، لانه وليه بالقهر.

والله تعالى يتولى المؤمنين على ثلاثة أوجه: يتولاهم بالمعونة على إقامة الحجة، ويتولاهم بالنصرة لهم في الحرب حتى يغلبوا، ويتولاهم بالمثوبة على الطاعة.

وقوله (يخرجهم من الظلمات إلى النور). ومعناه: من ظلمات الكفر إلى نور الايمان، لانه الكفر كالظمة في المنع من إدراك الحق كما أن الظلمة مانعة من إدراك البصر. وقال قتادة: يخرجهم من ظلمة الضلالة إلى نور الهدى، وهذا قريب من الاول، ووجه إخراج الله تعالى المؤمنين من ظلمات الكفر والضلال إلى نور الايمان باهدائهم إليه، ونصب الادلة لهم، وترغيبهم فيه، وفعله بهم من الالطاف ما يقوي دواعيهم إلى الايمان، فاذا اختارواهم الايمان، فكأن الله أخرجهم منها، ولم يجز أن يقال: إنه أخرج الكفار من الظلمات إلى النور من حيث قدرهم على الايمان، ودعاهم إليه ورغبهم فيه، كما فعل بالمؤمنين، لانهم لم يختاروا الايمان، فلم يجز أن يقال: إنه أخرجهم منه لانه توهم أنهم فعلوا الايمان. وقوله: (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) إنما أضاف إخراجهم " من النور " الذي هو الايمان إلى الكفر إلى الطاغوت، لما كان ذلك باغوائهم، ودعائهم، وإنما كفروا عند ذلك، فأضاف ذلك إليهم، فهو عكس الاول. فان قيل: كيف " يخرجونهم من النور " وما دخلوا فيه؟

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست