ومنه الاجحم: الشديد حمرة العين شبه بالنهار في حمرتها. الحرب تشبه بالتهاب النار.
المعنى:
وفي الآية دلالة على انه لا يؤخذ احد بذنب غيره قريبا كان منه أو بعيدا.
كما بين الله انه لا يطالب احد بذلك غيره. وان كان قد فرض على النبي " ص " ان يدعوا إلى الحق، ويزجر عن الباطل. وليس عليه ان يقبل المدعو. ومن قرأ بلفظ النهي. قال الزجاج: يحتمل أمرين:
أحدهما ـ ان يكون امره بترك المسألة. والآخر ـ ما قاله الاخفش: ان يكون المعنى علي تفخيم ما أعد لهم من العقاب. كما يقال لا تسال عن فلان أي قد صار إلى امر عظيم. وقال قوم: لو كان على النهي: لقال فلا " بالفاء "، لانه يصير بمنزلة الجواب كأنه يدل على لانا ارسلناك إلا بالحق ولا تسأل عن اصحاب الجحيم.
ولا يحتاج بالرفع إلى الفاء، واذا كان على الرفع فظاهر الكلام الاول يقتضيه اقتضاء الاحوال، أو اقتضاء البيان الذي يجري مجرى الحجاج على من اعترض بان فعل
(1) اللسان " حجم " في المخطوطة والمطبوعة " الخيل " بدل " التخيل ".
(2) اللسان " جحم قال ابن بري صواب انشاده بما قبله وما بعده:
اتيح لها القلوب من ارض فرقرى * وقد يجلب الشر البعيد الجوالب
أيا جحمتي بكي على أم مالك * اكيلة قليب ببعض المذانب
فلم يبق منها غير نصف عجانها * وشنطرة منها واحدي الذوائب
القلوب: الذئب. (*)
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 438