والآخر ـ ان يكون حالا، فيكون موضعه نصبا. ذكر ذلك الزجاج، لانه قال: " أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا " غير مسئول عن اصحاب الجحيم. ومن فتح التاء على الخبر. تقديره: غير سائل. وانكر قوم الحال. واعتلوا ان في قراءة أبي:
" وما تسأل " وفي قراءة عبدالله: " ولن تسأل " وهذا غير صحيح، لان ليس قياس (لا) قياس لن [3] وما، لانه يجوز أرسلناك لا سائلا، ولا يجوز ما سائلا.
ولذلك احتمل مع لا الحال، ولن يحتمل مع ما ولن، لان للا (4 () تصرفا ليس لهما فيجوز ان يعمل ما قبلها في ما بعدها، ولا يجوز ذلك فيهما. تقول: جئت بلا خبر، ولا يجوز بما خبر. والجحيم النار بعينها اذا شبت وقودها. قال امية بن ابي الصلت:
اذا شبت جهنم ثم زادت * واعرض عن قوابسها الجحيم [5]
فصار كالعلم على جهنم. وقال صاحب العين: الجحيم: النار الشديدة التأجج، والالتهاب كما اججوا نار ابراهيم. وهي تجحم جحوما [6] يعني توقدت جمرتها وجاحم الحرب: شدة القتل في معركتها. وقال سعيد بن مالك بن ضبيعة.