responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدانيات نویسنده : السخاوي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 256

و به إلى الثقفي حدثنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي شاذان، ثنا سعد بن الصلت، عن إبراهيم بن محمد الكندي قال: دخل الحسن بن أبي الحسن على عمرو بن الهيثم التميمي يعوده، فجعل يقلّب عينيه في جوانب البيت. فقال له الحسن: أراك تقلّب عينيك (!) فقال: ما تقول في مئة ألف في هذا الصندوق و لم تؤدّ منها زكاة، و لم توصل منها رحم؟

قال: و لم ذاك للّه أبوك؟

قال: لروعة الزمان، و جفوة السّلطان، و مكاثرة العشيرة.

فلما كان الغد دعي الحسن إلى جنازته، فحضره، و صلّى عليه، ثمّ تبعه إلى قبره فقال: انظروا إلى صاحب هذا القبر، أنّا شيطانه فحذّره روعة زمانه، و جفوة سلطانه عما استودعه اللّه إياه و استرعاه فيه، ثم خرج منه سليبا حريبا ذميما، فيا هذا الوارث؛ إنّ هذا المال قد أتاك حلالا؛ فلا يكوننّ عليك و بالا، أتاك ممن كان له جموعا منوعا؛ من باطل جمعه، و عن حقّ منعه، ركب به لجج البحار و مفاوز القفار، جمعه فأوعاه، و شدّه فأوكاه، ألا إنّ أشدّ الناس حسرة يوم القيامة رجل آتاه اللّه مالا فبخل به عما أمره اللّه فيه‌ [1]، فورثه من بعده وارث، عمل فيه بطاعة اللّه، فهو ينظر إلى كسبه في ميزان غيره، فيا لها توبة لا تنال، و عثرة لا تقال‌ [2].

***


[1] في هامش الأصل: «به».

[2] رواه أبو نعيم في «الحلية» 2/ 144- 145 بنحوه. و فيه أن الذي قال فيه الحسن هذا الكلام هو عبد اللّه بن الأهتم لا عمرو بن الهيثم التميمي. و اللّه أعلم. و انظر «تهذيب الكمال» 6/ 117.

نام کتاب : البلدانيات نویسنده : السخاوي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست