نام کتاب : البصائر النصيرية في علم المنطق نویسنده : ابن سهلان جلد : 1 صفحه : 449
الفصل الخامس فى مشاركات الحدّ و البرهان
قد بينا أن كل واحد من مطلبى «لم» و «ما» الطالبة حقيقة الذات بعد [1] مطلب «هل» و «لم» تطلب العلة الذاتية فى البرهان و «ما» تطلب الحدّ المعرّف لحقيقة الشيء و ماهيته، فيتفق سؤالان طلب البرهان و الحدّ فى تأخرهما عن هل، و يتفق الجوابان أيضا لان العلل الذاتية مقوّمة للشىء، فهى داخلة أيضا فى جواب «ما هو» أى الحد حسب دخولها فى جواب «لم» الطالب للبرهان الحقيقى.
و بهذا يعلم أن البرهان و ان لم يكن طريقا الى اكتساب الحدّ فبعضه نافع فى حدس بعض الحدود، و هى التى حدودها الوسطى علل ذاتية للشىء.
و لسنا نعنى بهذا أن هذه العلل يستفاد كونها ذاتية من البرهان كلاّ!فما لم يعرف من قبل كونها ذاتية لا تجعل حدود البرهان، بل نعنى به التنبه لها بالبرهان و زوال الغفلة بسببه، و مثاله ما اذا سئل لم ينكسف القمر؟
فقال: «لانه توسطت الارض بينه و بين الشمس و كلما وقع كذلك زال ضوءه» فان كسوف الشمس يثبت به و علة الكسوف أيضا و ماهيته كذلك فان الكسوف هو زوال ضوء القمر لتوسط الارض بينه و بين الشمس فيتنبه من هذا البرهان للحد.
[1] -بعد مطلب هل. تقدم فى مقدمة الفن الرابع ان «ما» الطالبة للحقيقة انما يسأل بها بعد العلم بوجود الماهية التى تطلب حقيقتها فان ما لا وجود له لا حقيقة له فى ذاته بل الحقيقة هى حقيقة أمر موجود. و ان مطلب «هل» المطلق متقدم لذلك على مطلب ما الطالبة لحقيقة الذات. و استفيد مما سبق أيضا أن مطلب «لم» متأخر عن مطلب «هل» المطلق لانه طالب لعلة الاعتقاد أو علة الوجود بحسب الامر فى نفسه و هذا لا يكون الا بعد التصديق بالوجود و مطلب هل المطلق يشمل السؤال من الوجود لان هل البسيطة يطلب بها أن الشيء موجود أو ليس بموجود.
نام کتاب : البصائر النصيرية في علم المنطق نویسنده : ابن سهلان جلد : 1 صفحه : 449