الفصل الثانى و هو الثانى عشر فى المتقدم و المتأخر و معا
المتقدم يقال على خمسة انحاء:
الأول- المتقدم فى الزمان و هو مشهور.
و الثانى- المتقدم بالطبع و هو الّذي لا يمكن أن يوجد الآخر الا و هو موجود و يوجد هو و ليس الآخر بموجود و ذلك كتقدم الواحد على الاثنين.
و الثالث- المتقدم فى الشرف كما يقال ان أبا بكر قبل عمر أى لا أفضلية لعمر الا و هى له و له ما ليس لعمر.
و الرابع- المتقدم فى المرتبة و هو ما كان أقرب من مبدأ محدود.
ثم المراتب منها طبيعية كترتيب الأنواع التى بعضها تحت بعض، و الاجناس التى بعضها فوق بعض.
و منها وضعية كترتيب الصفوف فى المسجد منسوبة الى المحراب أو الى باب المسجد.
كذلك [1] المتقدم فى المرتبة قد يكون طبعا، كتقدم الجسم على الحيوان اذا ابتدأت من الجوهر و كتقدم الحيوان عليه ان ابتدأت من الانسان.
و قد يكون وضعا كتقدم الصف القريب من المحراب ان جعلت المحراب هو المبدأ و تقدم القريب من الباب ان جعلت الباب هو المبدأ.
و الخامس-المتقدم بالعلية و ذلك كتقدم وجود حركة يد زيد على وجود
[1] -كذلك المتقدم الخ أى كما ان ذلك التقسيم حاصل فى المراتب فهو حاصل أيضا فى المتقدم بحسبها.