أطافت به جيلان عند قطاعه* * * تردد فيه العين حتى تحيرا
و يقول ابن دريد: «و جيلان قوم من الفرس رتبهم كسرى في البحرين شبيه بالأكره» [1]، و يروى الأزهري عن عمرو بن بحر أن جيلان فعلة الملوك، و كانوا من أهل الجيل [2]، و يروى ياقوت عن محمد بن المعلى الأزدي أن جيلان قوم من أبناء فارس انتقلوا من نواحي اصطخر فنزلوا بطرف من البحرين فغرسوا و زرعوا و حفروا و أقاموا هناك، فنزل عليهم قوم من بني عجل فدخلوا فيهم [3]، قال تميم بن أبي مقبل [4]:
ثم احتملن أنيا بعد تضحية* * * مثل المخاريف من جيلان أو هجر
طافت به الفرس حتى بذنا هضها* * * عم لقحن لقاحا غير مبتسر
و يروى ابن منظور أنهم قوم رتبهم كسرى بالبحرين لخرص [5] النخل أو لمهنة ما [6]. جيلان إيرانيون و يدل اسمهم على أنهم كانوا في الأصل من جنوب بحر قزوين، و قد اسكنهم كسرى في البحرين، و كانوا زراعا يعملون في خدمته.
و كانت في البحرين بالإضافة إلى جيلان جماعات أخرى من
[1] ابن دريد: جميرة اللغة: 3/ 227، انظر لسان العرب 11/ 134، و الاكره:
الزراع. لسان العرب 5/ 85 «طبعة مصورة عن بولاق».
[2] للازهري: تهذيب اللغة 11/ 191، انظر لسان العرب 11/ 134، و جيلان: تقع في جنوب بحر قزوين غربي طبرستان. ياقوت 2/ 179.