تنظيمات حضارية، و يبدو مما ذكرته المصادر أنه لم تكن لهم مدن، و أن غالبيتهم كانوا يقيمون في البادية.
و كان بنو تميم يؤمون هجر في المواسم للميرة و اللقاط [1]، و لم يخضعوا لسلطة الفرس في البحرين، بل كانوا يغيرون على قوافل كسرى التي تمر عبر بلادهم، مما حمل الفرس على الانتقام منهم و الإيقاع بهم في يوم المشقر المشهور [2].
الأزد:
من القبائل العربية التي استوطنت البحرين منذ قبل الإسلام، و لا نعلم بالضبط زمن ذلك، فاليعقوبي يذكر أن الأزد خرجت من اليمن بعد هدم سد مأرب حتى وصلت السراة، فخرج بعض بطونهم منهم الربيعة و عمران بنو عمرو بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر و هم بارق و غالب و يشكر بن قيس بن صعب بن دهمان و قوم من عامر و حوالة نحو عمان، فلما صالوا بها انتشروا بالبحرين و هجر [3]، و يقول الهمداني أن الأزد أقاموا بتهامة ثم وقعت الفرقة بينهم «فصار كل فخذ منهم إلى بلد ... و منهم من رمى قصد عمان و اليمامة و البحرين» [4]، و يقول ابن شبه «فارتحلت عبد القيس و شن بن أقصى، و بعثوا بالرواد مرتادين فاختاروا البحرين و هجر و ضاموا من بها من أياد و الأزد» [5].
و يبدو أن استقرار الأزد في البحرين تم قبل مجيء عبد القيس
[1] الطبري: 1 ق 2/ 985، انظر ابن الأثير: الكامل: 1/ 468- 469، الأصفهاني:
الأغاني: 16/ 76- 77، القزويني: آثار البلاد 110- 111.
[2] عن يوم المشقر أنظر الفصل الثالث «المدن و القرى- المشقر».