نام کتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة نویسنده : العبادي، محمد جلد : 1 صفحه : 38
قد يُسأل ما علاقة الحرب بأهل الكوفة ، إذا كانت أحداثها تقع خارج حدود مدينة الكوفة ؟
إنّ من السواد الأعظم الذين شاركوا في الحرب مع أمير المؤمنين من أهل الكوفة وما يقع فيها يعنيهم ويؤثر فيهم .
في الحرب اتبع الإمام أصولاً وتعاليم وخطوات وهي :
أ . التعبئة العامة الاختيار :
قام أمير المؤمنين بإرسال موفدين من قبله ؛ لتعبئة الناس في الكوفة ، ( وبعث علي من الربذة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري إلى أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري وكان عامله على الكوفة ، بكتاب منه يأمره فيه بدعاء الناس واستنفارهم إليه ) [1] إلاّ أنّ أبا موسى اخذ يخذّل الناس ولم يوافق على هذه التعبئة العسكرية .
أرسل الإمام مرةً أخرى عبد الله بن عباس ومحمد بن أبي بكر لتعبئة أهل الكوفة ؛ إلاّ أنّ جهودهما لن تفلح في ثني أبا موسى عن موقفه وتعبئة الناس ، ومرّة ثالثة أرسل الإمام الحسن ( عليه السلام ) وعمّار بن ياسر حيث عزل أبا موسى الأشعري عن الكوفة ، وتولّى العمل فيها قرظة بن كعب الأنصاري ، وتمّ تعبئة تسعة آلاف وستمِئة وخمسون نفراً .
أمير المؤمنين كان يرى هذه التعبئة ضرورية ؛ لأنّ القدرة العسكرية الكبيرة والأعداد الكثيرة ، قد تمنع الناكثين وتصدهم عن خوض الحرب على اعتبار أنّ النتيجة محسومة للأقوى .