نام کتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة نویسنده : العبادي، محمد جلد : 1 صفحه : 134
فما فداك من واحدة منهما مالُك ولا حسبُك ، وإنّ امرأً دلّ على قومه السّيفَ ، وساق إليهم الحتفَ ، لحريٌ أن يمقته الأقرب ، ولا يأَمَنه الأبعد ) [1] .
ومرة أخرى اعتصم أهل الأهواء بحبل العصيان ، فقام الإمام فيهم خطيباً مقرعاً :
( أحمدُ اللهَ على ما قضى من أمرٍ ، وقدّر من فعلٍ ، وعلى ابتلائي بكم أيّتها الفرقة الّتي إذا أَمرتُ لم تُطع ، وإذا دعوتُ لم تُجب ، إن أُمهلتم خُضتم ، وإن حُورِبتم خُرتم ، وإن اجتمع النّاس على إمامٍ طعنتم ، وإن أُجئتم إلى مشاقّةٍ نكصتم ) [2] .
إنّ هؤلاء الّذين ركبهم الباطل ، لا يظهرون إلاّ عندما ينبري الباطل محاولين بذلك طمس معالم الحقّ ؛ ولهذا وقف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كالجبل الرّاسخ بوجههم في سبيل صدّهم عن هذا الطريق ، ففي كلام له ( عليه السلام ) قاله للبرج بن مسهر الطّاليّ ، وقد قال له بحيث يسمعه : ( لا حكم إلاّ لله) وكان من الخوارج .