responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام المهدي عليه السلام في القرآن و السنة نویسنده : سعيد ابو معاش    جلد : 1  صفحه : 30

أحلّ اللّه به الذلّ و الصغار و الدمار، و أخزاه و لعنه إلى يوم القيامة، علمنا بذلك رتبة الإمام و فضله، و أنّ اللّه تبارك و تعالى لمّا أعلم الملائكة أنّه جاعل في الأرض خليفة. أشهدهم على ذلك لأنّ العلم شهادة، فلزم من ادّعى أنّ الخلق يختار الخليفة أن تشهد ملائكة اللّه كلهم عن آخرهم عليه، و الشهادة العظيمة تدل على الخطب العظيم كما جرت به العادة في الشاهد، فكيف و أنّى ينجو صاحب الاختيار من عذاب اللّه و قد شهدت عليه ملائكة اللّه أوّلهم و آخرهم، و كيف و أنّى يعذّب صاحب النصّ و قد شهدت له ملائكة اللّه كلّهم.

و له وجه آخر، و هو أنّ القضيّة في الخليفة باقية إلى يوم القيامة، و من زعم أنّ الخليفة أراد به النبوة، فقد أخطأ من وجه،

و ذلك أنّ اللّه عزّ و جلّ وعد أن يستخلف من هذه الأمّة الفاضلة خلفاء راشدين كما قال جلّ و تقدّس: وَعَدَ اَللََّهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي اَلْأَرْضِ كَمَا اِسْتَخْلَفَ اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ اَلَّذِي اِرْتَضى‌ََ لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاََ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً [1] و لو كانت قضيّة الخلافة قضيّة النبوّة، أوجب حكم الآية أن يبعث اللّه عزّ و جلّ نبيّا بعد محمّد صلّى اللّه عليه و اله، و ما صحّ قوله: وَ خََاتَمَ اَلنَّبِيِّينَ [2] فثبت أنّ الوعد من اللّه عزّ و جلّ ثابت من غير النبوّة، و ثبت أنّ الخلافة تخالف النبوّة بوجه، و قد يكون الخليفة غير نبيّ، و لا يكون النبيّ إلاّ خليفة.

و آخر: و هو أنّه عزّ و جلّ أراد أن يظهر استعباده الخلق بالسجود لآدم عليه السّلام نفاق المنافق و إخلاص المخلص، كما كشفت الأيّام و الخبر عن قناعيهما، أعني ملائكة اللّه و الشيطان، و لو وكّل ذلك المعنى-من اختيار الإمام-إلى من أضمر سوءا، لما كشفت الأيّام عنه بالتعرّض، و ذلك أنّه يختار المنافق من سمحت نفسه بطاعته و السجود له، فكيف و أنّى يوصل إلى ما في الضمائر من النفاق و الإخلاص و الحسد و الداء الدفين.

و وجه آخر: و هو أنّ الكلمة تتفاضل على أقدار المخاطب و المخاطب، فخطاب الرجل عبده يخالف خطاب سيّده، و المخاطب كان اللّه عزّ و جلّ، و المخاطبون ملائكة اللّه أوّلهم و آخرهم، و الكلمة العموم لها مصلحة عموم، كما أنّ الكلمة الخصوص لها مصلحة


[1] -النور: 55.

[2] -الأحزاب: 40.

نام کتاب : الإمام المهدي عليه السلام في القرآن و السنة نویسنده : سعيد ابو معاش    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست