responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام المهدي عليه السلام في القرآن و السنة نویسنده : سعيد ابو معاش    جلد : 1  صفحه : 149

و كذلك قال عزّ و جلّ في قصّة لوط عليه السّلام: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اَللَّيْلِ وَ لاََ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ اِمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهََا مََا أَصََابَهُمْ [1] .

فأمره اللّه عزّ و جلّ بالخروج من بين أظهرهم قبل أن ينزل العذاب بهم، لأنّه لم يكن جلّ و عزّ لينزل عليهم و نبيّه لوط عليه السّلام بين أظهرهم، و هكذا أمر اللّه عزّ و جلّ كلّ نبيّ أراد هلاك أمّته أن يعتزلها، كما قال إبراهيم عليه السّلام مخوّفا بذلك قومه: وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ مََا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ وَ أَدْعُوا رَبِّي عَسى‌ََ أَلاََّ أَكُونَ بِدُعََاءِ رَبِّي شَقِيًّا*فَلَمَّا اِعْتَزَلَهُمْ وَ مََا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ [2] .

أهلك اللّه عزّ و جلّ الّذين كانوا آذوه و عنتوه و ألقوه في الجحيم، و جعلهم الأسفلين، و نجّاه و لوطا كما قال اللّه تعالى: وَ نَجَّيْنََاهُ وَ لُوطاً إِلَى اَلْأَرْضِ اَلَّتِي بََارَكْنََا فِيهََا لِلْعََالَمِينَ [3] .

و وهب اللّه جلّت عظمته لابراهيم إسحاق و يعقوب، كما قال عزّ و جلّ: وَ وَهَبْنََا لَهُ إِسْحََاقَ وَ يَعْقُوبَ نََافِلَةً وَ كُلاًّ جَعَلْنََا صََالِحِينَ [4] و قال اللّه عزّ و جلّ لنبيّه محمّد صلّى اللّه عليه و اله: وَ مََا كََانَ اَللََّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ [5] .

و في حديث هشام مع عمرو بن عبيد حجّة في الانتفاع بالحجة الغائب عليه السّلام، و ذلك انّ القلب غائب عن سائر الجوارح لا يرى بالعين و لا يشم بالأنف و لا يذاق بالفم و لا يلمس باليد، و هو مدّبر لهذه الجوارح مع غيبته عنها و بقاؤها على صلاحها، و لو لم يكن القلب لا نفسد تدبير الجوارح و لم تستقم أمورها فاحتيج إلى القلب لبقاء الجوارح على صلاحها كما احتيج إلى الإمام لبقاء العالم على صلاحه، و لا قوّة إلاّ باللّه. و كما يعلم مكان القلب من الجسد بالخبر، فكذلك يعلم مكان الحجّة الغائب عليه السّلام بالخبر، و هو ما ورد عن الأئمّة عليهم السّلام من الاخبار في كونه بمكّة و خروجه منها في وقت ظهوره، و لسنا نعني بالقلب المضغة الّتي من اللحم، لأنّ بها لا يقع الانتفاع للجوارح، و إنّما نعني بالقلب اللطيفة الّتي جعلها اللّه عزّ و جلّ في هذه المضغة لا تدرك بالبصر و ان كشف عن تلك المضغة، و لا تلمس و لا تذاق و لا توجد إلاّ بالعلم بها لحصول التمييز و استقامة التدبير من الجوارح،


[1] -هود: 84.

[2] -مريم: 48 و 49.

[3] -الأنبياء: 72.

[4] -الأنبياء: 72.

[5] -الأنفال: 33.

غ

نام کتاب : الإمام المهدي عليه السلام في القرآن و السنة نویسنده : سعيد ابو معاش    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست