responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 94

كالتلمساني، فإنه كان من أعرف هؤلاء بهذا المذهب، و أخبرهم بحقيقته.

فأخرجه ذلك إلى الفعل، فكان يعظّم اليهود و النصارى و المشركين، و يستحل المحرمات، و يصنف للنصيرية كتبا على مذهبهم، يقرّهم فيها على عقيدتهم الشركية.

و كذلك ابن سبعين كان من أئمة هؤلاء، و كان له من الكفر و السحر الذي يسمى «السيميا» و الموافقة للنصارى و القرامطة و الرافضة ما يناسب أصوله) [1].

و لا نحتاج إلى بيان القصد عند ما أوضح ابن تيمية و جاء على أسماء الفرق ليجعل من إدراجه «الرافضة» بهذا الشكل دلالة على لون من ألوان نيله من الشيعة، و كم له من نصوص لا يتردد فيها في ذلك دون روية أو معتمد أو مسوّغ.

أما ابن خلدون، فهو أيضا من أبطال الدعوة و رجال الحملة الظالمة على الشيعة، و كغيره من الذين استسلموا لأسلافهم، و لعبت بعقولهم الأهواء، يجد في الصوفيّة مادة للطعن على الشيعة و يساهم في إثارة الغبار الذي يحجب الفوارق و الحدود بين الشيعة و من ينسب إليهم، و لو طبقت المناهج المحدثة التي استمدّت من ابن خلدون أفكارها الاجتماعية على هذا الجانب، لأصبحت قضية ما يحمل على الشيعة و ما يتّهمون به من الأفكار الغالية و الحلولية من أسس مناهج البحث التأريخي المعاصر، و لأدى تطبيقها إلى زوال ما ألصق بالشيعة ظلما، غير أن ابن خلدون اتّخذ حجة و علما في فن- كما يرون- و أسهم في أمر لا يقوم على فن أو شي‌ء من الصحة، فمتى كان التعصب علما، و متى كان الهوى منهجا؟ فما التعصب إلا من صور الجهل، و ما الميل إلى الهوى إلا من قلة الإدراك، و لكنها إرادة الحكام و سياساتهم في التأثير على أفكار العامة، و حملهم على الاعتقاد بأن كلما يصدر عن السلطان هو الحق، و ما يقوم به حاكم الزمان هو العدل، فكان ابن خلدون و غيره من خدمة حضرات الملوك و المتزلّفين لكراسي السلاطين من الدعاة إلى ذلك. فانظر مقدمة مقدمته و ما خلع من ألقاب على الذين جعلهم كعبة تطلعه و مهوى أحلامه، و لقد كان أبعد الناس عن منهح التاريخ الذي أورده في فصل علم التاريخ، لأنه راعى الملوك في دولهم و الحكام في سياستهم على مدى الأقطار، فأخلاقه تجعله يمدّ لكل حاكم يدا لأجل أن يستقرّ يوما في أحد الدواوين أو يضمّه أحد القصور، و ما التزم بما قال من أن فن التاريخ (محتاج‌


[1] ابن تيمية، الصوفية و الفقراء ص 44 و 55.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست