responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 92

و الاعتراف بوجهات نظرهم التي هي في حقيقتها غير سليمة لقيامها على الاجتراء و التحكم. و قد تطرّقنا إلى ما انتهى إليه التصوّف من طقوس أسهمت في تخلف العامة، و تشجيع ظهور حالات يؤدون بها حركات تخرجهم عن الاتزان و السلامة، أو ادّعاء الكرامات التي يرافقها بيان و شرح تجعلها بمستوى المعجزات.

فكانت هذه النهايات في المتصوفة، إضافة إلى الأفكار و المعتقدات التي تأولوها عن شواهد و أحداث لآل بيت الرسول محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) مادة تعميق الانقسام في المجتمع الإسلامي، و تأكيد الفرقة بين السنة و الشيعة و ذلك لضياع التحقيق و فقدان التدقيق.

و لئن أدت حركة العلم و النشاط الفكري إلى اختلاط و تداخل بين دوائر الشيعة الفكرية و بين المعتزلة، فقد حسمتها دلائل كثيرة مادية و معنوية في الفكر و التصرف، و بات واضحا لكل ذي بصر ينظر بتجرد، أن تشابه المناهج و تقارب المنحى الفكري بين الشيعة و المعتزلة، لا يعني اتحادهما المطلق أو تشابههما التام، و مع هذا بقيت إلى يومنا هذا، كمثل قضية تشيّع ابن أبي الحديد شارح كتاب نهج البلاغة، و عدم الالتفات إلى اعتزاله، و ما ينطوي ذلك على أمور لا تقرّها الشيعة، و ما ذلك إلا من نتائج إغفال التحقيق و إهمال أمانة البحث. و إلا فإن أصول التشيّع تقترن بأصول الدعوة الإسلامية وجودا و مضمونا، و كان أهل البيت من أئمة الشيعة قد امتازوا عبر كل عهود الحكام- و قبل ظهور تيارات الجدل و الكلام- برعاية الفكر و تحفيز الرأي في حدود الشريعة و الأحكام، و ضرورة العقل. و كانت مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) من أعظم صروح الفكر الإسلامي، لما اضطلعت به من نشاطات و مهمات تعنى بالفكر و الدين، و قد تقدمت الإشارة في الأجزاء السابقة من الكتاب- و سنأتي على ذكرها في موضعها في الجزء الثامن إن شاء اللّه- إلى اتصال رجال المعتزلة بالإمام الصادق (عليه السلام) و لقد أصبحت مسألة تأثر الشيعة بالمعتزلة و أخذهم عنها من جملة المحاولات التي ترمي إلى الإساءة إلى مذهب الشيعة، و التقليل من شأنه، فالنظرة العجلى تظهر الحقائق، فما ظنّك بالتحقيق و رعاية الأمانة؟

فما المعتزلة إلا تيار لا يختلف عن بقية التيارات التي تهب بعوامل مختلفة لفترة معينة، و قد نمت في ظل المماحكات و المناظرات، و قامت على أسس المناظرة و الجدل، فهي في إطار الكلام و في مناحي العقيدة، تمثل مجموعة من الأفكار و النشاطات التي تتصل بالعقيدة، و القصد منها الردّ على جهات داخل صفوف الأمة

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست