نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 88
كذلك بحثنا مسألة خلق القرآن، و هي من أعظم المشاكل و أشدّها تعقيدا، و من وجوه تعقيدها أن تحسب من عوامل الانحطاط في المجتمع، و من أسباب دفعه إلى التفرقة، فهي قد تكون مشكلة تتجه إليها الأفكار و تعقد حولها المناظرات لتكون مادة تسلك بها مسالك الاستدلال و طرق الاستنتاج، و تقابل الحجة بالحجة، و يلاقى الرأي بالرأي على منهج التيارات الفكرية التي ظهرت في تلك المرحلة، و تمثلت في أفكار و اعتقادات كان حافزها الدفاع عن الإسلام و دحض افتراءات أهل الكتاب. لكن أغراض أهل الحكم و السلطان جعلتها كبقية الأفكار و التيارات، و سلبتها ميزتها و أهم خصائصها، فباتت واحدة من أسلحة الخلفاء التي تنتهك بسببها الحرمات و الأموال و الدماء، و أحدثت نتائج بالغة الضرر ترتّبت على أساليب السلطة الملتوية و السيئة في تبنّيها لأفكار المعتزلة، و قد أشرنا إلى مسئولية رجال العقل من المعتزلة في ذلك و كأنهم التذّوا بالسلطة كما التذّ بها من سبقهم.
و كانت مرحلة المأمون و خلفيه، قد أدت إلى زيادة و ترسيخ علاقة العامة بالسلطة، و استسلامها للنظرة التقليدية التي عمل على رسمها بصفتها الدينية و صلاحياتها الواسعة رجال متعددون، ارتبطوا بالخلفاء، و أذعنوا لرغبات الحكام فكانوا من أسباب الفرقة و حماية الظلم.
ثم اخترنا قضية البدع و الضلالات، و التي أصبحت تطلق بلا روية، و تخضع للأهواء حتى شملت الطوائف جميعها.
كما اخترنا من عوامل تخلف المجتمع و انقسامه مسألة القصّاص و دورهم في استماله العامة و خدمة الحكام و جبروت الملوك، ثم ألحقنا بهذا العامل- من حيث التأثير- قضية التصوّف و ما أدت إليه من مستوى عقلي يتقبّل الخرافات و يقبل على الأوهام.
و من يبحث ير أمورا أخرى عملت في جسم المجتمع تمزيقا، و دفعت به إلى مهاوي التخلف. غير أنّا اخترنا هذه العوامل من غير أن ننكر دور العوامل الأخرى، و هي في عمومها ما زالت آثارها باقية حتى الآن نسعى- و اللّه من وراء القصد- إلى إظهار ظروف قيامها و تحكيم العقل و النظرة الواعية التي تسمو عن التعصب و الجهل لنعود إلى أصول العقيدة، و البحث المنصف يسهم بتحقيق هذا الهدف، لأن الكشف
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 88