responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 66

قال: «اللّه في أهل بيتي، أوصيكم في أهل بيتي خيرا، و أخرجوا اليهود من جزيرة العرب» و لكن المسلمين لم يأخذوا هذه الوصايا بعين الاعتبار، فكان ما كان من عواقب وخيمة.

و قد أجلى عمر بن الخطاب جماعة من اليهود، فسكنوا الكوفة، فكانوا قطب رحى الخلافات، و قد شوّهوا سمعة هذا البلد العربي المسلم. حتى عرف بالمكر و الخيانة، و الغدر، و الخديعة. و لعب هؤلاء اليهود دورا مهما في نشر الخلافات في جيش الإمام الحسن (عليه السلام) و تمزيق وحدة الصف، و إثارة النعرات.

و لا يتّسع المجال لشرح مواقفهم من قضية الحسين (عليه السلام) بدفع عجلة الحوادث، و تطوير الوقائع، للإسراع في القضاء على الحسين (عليه السلام) لأنهم يعدّون ذلك نصرا لهم، و فتحا جديدا في موقفهم العدائي للإسلام، و استمرّت أعمالهم في العهد الأموي يوسّعون دائرة الخلافات، و يقيمون العراقيل في طريق التفاهم بين الفئات المتناحرة.

و على كل حال، فقد استمر القصّاص بمساندة السلطة و تأييدهم الحاكم الذي يصبح وضعه ينذر بالخطر لسوء السيرة و قبح المعاملة، فيلجأ إلى استعمال سلاح الحماية باسم الدين بشتى الوسائل، فيوعز إلى القصّاص بالنزول إلى غمار العامة يقصّون عليهم ما يحرّك شعورهم ضد الفئة المعارضة للدولة، أو يشغلونهم بحدوث فتنة. و قد استطاعوا أن يجلبوا أذهان السذّج، و يؤثروا على تلك العقول في وضع الأحاديث و اختراع القصص، فكانوا أداة فرقة، و أكبر عامل لإثارة الفتن.

قال ابن الجوزي: و كان القصّاص في أواخر القرن الرابع أكبر مثيري الفتن بين السنة و الشيعة.

و يقول أيضا في موضوعاته: إن معظم البلاء في وضع الحديث إنما يجري من القصّاص، لأنهم يروون أحاديث ترفق و الصحاح تقل في هذا. و اختلف أهل البصرة في القصص، فأتوا أنس بن مالك فسألوه: أ كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) يقص؟ قال: لا.

و أخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن نافع و غيره- من أهل العلم- أنهم قالوا: لم يقصّ في زمان النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و لا زمان أبي بكر و لا زمان عمر؛ و إنما القصص محدثة، أحدثها معاوية حين كانت الفتنة.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست