نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 65
أسماء، إنّا قد جمعنا الناس على أمرين. فقلت: و ما هما؟ قال: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، و القصص بعد الصبح و العصر [1].
كما اتخذت السلطات في العهد الأموي استخدام القصاص وسيلة لتشويه مبادئ الإسلام و تعضيد حكمهم و اختلاق النصوص و القصص بما ينسجم مع سياستهم في العنف و التحكم و إخماد حرية الرأي؛ فكان القصّاصون ركيزة الدولة الأساسية في مواجهة القوى التي أخذت تكتشف حقيقة تركيب النظام الأموي و سياسته الظالمة، فبذل القصّاص غاية جهدهم في تشويه الحقائق، و السماح لهم باختلاق الروايات و وضع الأحاديث، و الإغضاء عن الافتعالات المفضوحة التي انضم بها القصاص إلى ركب المدّاحين و أهل الخطب الذين شوّهوا دور المنابر، و أساءوا إلى مهمة رجال العلم بصمتهم المطبق، و هم يرون سفك الدماء و انتهاك الحرمات، و التعدّي على تعاليم صاحب الرسالة و مبلّغ الشريعة و أهل بيته الأطياب، و بجلجلة ألسنتهم و هم يركبون الكذب، و يجمعون الموضوعات، و يسوقون الخرافات و المنامات و الأساطير تزلفا و تكسّبا، فباعوا دينهم بأبخس الأثمان، و عند اللّه الجزاء.
ثم انتشرت خرافات القصص الإسرائيلية المعروفة بالإسرائيليات، و قد قام بذلك جماعة من اليهود، و في طليعتهم كعب الأحبار، تلك الشخصية اليهودية التي دخلت الإسلام و هو يحمل على كتفيه مهمة نشر الإسرائيليات و بثّها في ثنايا علوم الإسلام و فنون القرآن، فكان أكبر و أخطر مصدر لهذا الفن. و قد سفنا الحديث المروي عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) الذي يشير فيه إلى أن اليهود في قصصهم قد هلكوا، و قصدنا إظهار ما فيه من تحذير، و قد جاء كعب ليكون من دعائم بنيان فن القصص الذي عملوا على توسيعه، فالتقت الأغراض.
فاليهود هم أكبر عامل لإثارة الحزازات و النعرات و النزعات العصبية بين القوميات التي تعيش في المجتمع الإسلامي، و طريقتهم في تآمرهم على الإسلام هي:
التظاهر باعتناقهم إياه، ثم يبدءون ببثّ سمومهم بما يلقونه من قصص و أخبار و هي ليست بذات قيمة؛ لكنهم يجيدون استغلال الظروف و التحرك المناسب.
و قد حذّر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) من خطرهم، و أمر بإجلائهم، و كانت آخر وصية له (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أن
[1] الباعث على إنكار البدع و الحوادث لشهاب الدين أبو شامة 66.
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 65