responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 61

الدماء بما لا يحلّ به أدنى تعزير، فأراقوا دماء جماعة من أهل العلم بجهالة و ضلالة و جرأة على اللّه، و مخالفة لشريعة رسول اللّه، و تلاعبا بدينه بمجرد نصوص فقهية و استنباطات فرعية ليس عليها آثار من علم، و إنّا للّه و إنّا إليه راجعون.

و ربما كان حكم المالكي عن غضب و تأثر، فإن الباجريقي الشافعي الذي اتهم بانحلال العقيدة، حكم الحنبلي بعصمة دمه، فغضب قاضي المالكية و حكم بقتله.

و قدم رجل متّهم بالبدعة، و لما أحضر أنكر ذلك. فحكم بقتله، فقال: كيف تقتلونني و أنا أقول: لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه؟

قال ابن أبي عقيل: أنا أقتلك.

قال: بأي حجّة؟

قال: يقول اللّه تعالى: فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ‌.

و من الفظائع المؤلمة، إنهم حكموا على إبراهيم الضبّي بالسجن، فضمّ إليه في السجن رجل يعرف بابن الهذيل، ثم صدر حكم بأن يضرب ابن الهذيل خمسمائة سوطا، و أن تخبط رقبة إبراهيم ليلا، فاشتبه العامل و ضرب إبراهيم خمسمائة سوطا و أعاده إلى السجن، و أخرج ابن الهذيل فضربت عنقه، ثم انتبه الوالي للغلطة، فأخرج إبراهيم و ضربت عنقه، ثم ربطت أرجلهما بالحبال و جرّا مكشوفين غير مستورين من دار الإمارة، ثم صلبا ثلاثة أيام.

و استمر الحال على هذه الفوضى و التحكّم بأرواح الناس باسم حماية الدين و مقاومة المبتدعة و المفسدين، و كانوا يرون مؤاخذة هؤلاء بالشدّة، و معاملتهم بالعنف انتصارا لمبادئهم، و إنجاحا لمخططاتهم، فلا يسمعون قول أحد في الدفاع عن نفسه، و ربما لم يسمحوا له بالدفاع عن نفسه، و لا يلتفت إلى ما يكتبه بالردّ على ما اتهم به خوفا من وضوح الحجة و عجزهم عن نقضها، و عمدوا إلى الاستعانة بالسلطة ليرغّبوها في إبادة المفكرين حماية لأنفسهم، فأخذوا بفتوى مالك و من رافقه من أصحاب الشافعي إلى قتل الداعية إلى البدع، فلا توبة له، و أعرضوا عن نصوص الدين في قبول توبة المؤمن.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست