نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 60
اليدين، فقال في قوله تعالى: يَداهُ مَبْسُوطَتانِ أي نعمتاه. و هم يرون أن اليد هي اليد الجارحة، كما زادوا في اتهامه أنه رافضي، لأنه كان يرى جواز المسح بالوضوء على القدمين، كما ألّف كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم، و آخر جمع فيه طرق حديث الطائر المشوي [1].
و من هذا و ذاك، فقد امتحن و غضبوا عليه، و رموا داره بالحجارة حتى علت على الباب، و منع من التحديث، و لما مات منعوا دفنه نهارا، و دفن ليلا خوفا منهم. و كان أبو الحسن الآمدي حنبليا، ثم انتقل لمذهب الشافعي، و حدث بمدرسة الشافعية بالقرافة الصغرى، و اشتهر فضله و انتشرت فضائله، فتعصّبوا عليه و كتبوا محضرا بخطوطهم، و اتهموه بمذاهب التعطيل و الانحلال، و خرج إلى دمشق و انعزل و لزم بيته إلى أن مات. و ألقي القبض على ظهير الدين الأردبيلي الشهير بقاضي زاده، و هو حنفي المذهب، و قطعت رقبته و علقت على باب زويلة بالقاهرة، لأنه ذهب إلى عدم وجوب ذكر الصحابة في الخطبة، فاتهموه بالبدعة، أو أنه يتشيّع، فعوقب لذلك. و حكم على الحسن بن أبي بكر السكاكيني بالزندقة و أنه يسبّ الصحابة، و أقيمت عليه الشهادة عند القاضي شرف الدين المالكي، فحكم عليه بالقتل، فضربت عنقه بسوق الخيل.
و اتّهم لسان الدين بن الخطيب- عالم الأندلس- بالزندقة، فحكم عليه بالقتل.
و ذلك أنهم أحصوا عليه كلمات في مؤلفاته و رفعوها إلى القاضي، فسجّل عليه الحكم بالزندقة، و أفتى بعض الفقهاء بقتله، فطرقوا عليه السجن فخنقوه و أخرجوا شلوه و أحرقوه.
و قد أشرنا سابقا إلى أن المحكمة التي تعقد لمحاكمة المتّهمين بالبدعة أو الضلالة عن الدين هي تحت رئاسة قاض مالكي، و الزنديق أو المبتدع عن المالكية ينفّذ فيه الحكم و إن تاب، بخلاف بقيّة المذاهب، و هو رأي مالك، و قد خالف ابن مخلد و ابن الموازي ذلك.
قال الشوكاني: أبتلي أهل تلك الديار بقضاة من المالكية يتجرءون على سفك
[1] و قد رواه عدة من الصحابة عن أنس بن مالك: أن النبي أهدي إليه طائر مشوي، فقال: «اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» فجاء علي (عليه السلام) فأكل معه. رواه الترمذي و قال الحاكم في المستدرك رواه عن أنس أكثر من ثلاثين.
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 4 صفحه : 60