responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 508

و من الحقائق أيضا، أن الشيعة في عقائدهم من حيث النشوء كانوا مع مراحل الرسالة و تطورات الإسلام، فلا يخضعون لمقاييس التمذهب هذه، و ما كان من تسميته (المذهب الجعفري) فهو بحكم اصطلاحات فترة التمذهب التي تبنّاها الحكام، و بروز شخصية الإمام الصادق في ذلك العصر و تصدّيه بمؤسسات مدرسته و رجال دعوته إلى تيارات الخلاف و الاختلاف، فنتج أن الإمام الصادق رأى أن يبرز معالم أحكامه و فقهه و طريقة مدرسته و منهجها التي هي امتداد لأحكام أهل البيت الكرام و آبائه المعصومين، و في فترة اتضحت فيها المقاصد، فراح (عليه السلام) يختار من أصحابه و مريديه الرجال، فيحمّلهم المهام الدينية و الفكرية و الاجتماعية ليظهروا- في خضم تلك الفترة التي تعدّدت فيها الموجات و اتسعت- أحكام آل محمد، و يطبقوا طريقة الإمام الصادق في الدعوة الدينية، و حماية مبادئ العقيدة و روح الإسلام مما يحيط بها من مخاطر و ويلات، فكان مصداق ما سعى إليه (عليه السلام) أن يقال عنهم: «رحم اللّه جعفر بن محمد ما أحسن ما أدّب به أصحابه».

و قد كان تفرّد الإمام الصادق بصفات خاصة من الحقائق التي عجزت السلطة عن إخفائها أو طمسها، و ظلت منزلته الدينية و العلمية لا ينال منها العداء أو النصب، فتراه (عليه السلام) سيد الفقهاء و أستاذهم الذي يفتخر بالأخذ عنه، و يتشرف برواية حديثه.

و قد استظهرنا من تتبع ظروف نشأة مدرسة الإمام الصادق و أحوال نشاطها تلك المهمات الجسام التي كان على الإمام الصادق أن يتولاها، و تلك العوائق التي واجهها الإمام الصادق، فقد كان الخطر من السلطة الحاكمة بطابعه السياسي، و الخطر من الحركات التي قامت و اشتدت بطابعها الديني و الفكري.

و يدلنا البحث على متانة الصرح الفكري الذي شيّده الإمام الصادق، بحيث تمكّن من أداء المهمات، و استطاع مواجهة تلك الأخطار، و أرسى حركة الفقه و العلم على قواعد ثابتة و أصول دائمة. و لذلك فإن الحاجة تزداد ظهورا في عصرنا إلى إحياء منهج مدرسة الإمام الصادق و نشر أفكاره، لأن التكوين العقائدي لمدرسة الإمام الصادق و الذي اشتمل على حاصل ما قرره النبي محمد و الأئمة الأطهار من أهل بيته الكرام تكوين ثابت و مستقر، له القابلية- بمقتضى ما انطوى عليه من أحكام و ما ضمّه من تراث- على ضمان بقاء الأمة و تحقيق أمنها و مواجهة أعدائها.

و نرى اليوم ما يعاني منه الفكر الشيعي و اشتداد الهجمة المعادية من قبل الحكام‌

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 508
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست