responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 453

أمير المؤمنين أن تمنن عليه و تصل رحمه، فقد و اللّه أفسد علينا قلوب شيعتنا. فقال هارون: انطلق إليه و أطلق عنه الحديد، و أبلغه عنّي السّلام، و قل له: يقول لك ابن عمك إنه قد سبق منّي فيك يمين أني لا أخليك حتى تقرّ لي بالإساءة و تسألني العفو عما سلف منك، و ليس عليك في إقرارك عار و لا في مسألتك إياي منقصة. و لما قام يحيى بالمهمة حذّره الإمام الكاظم مما ينتظره و قال له: «انظر إذا سار هذا الطاغية إلى الرقة و عاد إلى العراق لا يراك و لا تراه لنفسك، فإني رأيت في نجمك و نجم ولدك و نجمه أنه يأتي عليكم فاحذروه» ثم قال: «أبلغه عني: يقول لك موسى بن جعفر، رسولي يأتيك الجمعة، فيخبرك بما ترى، و ستعلم غدا إذا حادثتك بين يدي اللّه من الظالم و المعتدي على صاحبه و السّلام» [1].

و بعث إليه الإمام (عليه السلام) من الحبس رسالته التي يقول فيها: «إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك يوم من الرخاء، حتى نقضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون» [2].

و لقد كان من خوف الرشيد و فزعه من الإمام الكاظم أنه وضع العيون على الإمام الكاظم و هو في سجنه، فكانوا يرفعون إلى الولاة و البلاط العباسي أحواله في العبادة و أوضاعه في الديانة، و كتب بعض العيون التي كانت عليه أنه سمعه (عليه السلام) يقول في دعائه: «اللهم إنك تعلم أني كنت سألتك أن تفرّغني لعبادتك، اللهم قد فعلت».

و بالجملة فإن الشيعة قد اتجهت إلى الإمام الكاظم و أخذت الوفود تفد على المدينة من الأقطار المختلفة للانتهال من علم الإمام و الاستفسار عن الأمور التي تهمّها، و تحصيل الإجابات المطلوبة، و قد كان أخبار الأموال التي تحمل إلى الإمام من أكبر الأمور التي جعلت الرشيد في حال من الضيق و الرعب. و نظر إلى طبيعة العلاقة بين الإمام و بين شيعة أهل البيت نظرته إلى اعتبار الجباية و جمع الأموال أساس الملك، لأنها مصدر الإسراف و البذخ في قصور العباسيين، و بها قوة الدولة، و حسب أن إقبال الناس على الإمام الكاظم، و أخبار جوده و سخائه بداية ثورة تقوّض ملكه و عرش آبائه. فكان يرى أن اختلاف الناس إلى إمامهم، و حملهم العبادات المالية المفروضة إلى جهتها الشرعية تمرّد عليه و حركة ضده، سيما و أن الإمام (عليه السلام) كان‌


[1] انظر الغيبة للشيخ الطوسي ص 20.

[2] صفة الصفوة لابن الجوزي. و تاريخ بغداد.

نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر    جلد : 4  صفحه : 453
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست